فهذه نفخة الفزع،
وبعض العلماء - كشيخ الإسلام ابن تيمية وغيره - يرون أن النفخات ثلاثة:
نفخة الفزع، وهي المذكورة في
سورة النمل.
ونفخة الموت. ونفخة البعث.
وهما المذكورتان في سورة الزمر.
وبعض العلماء يرى
أنه ليس هناك إلاَّ نفختان: نفخة الصعق، ونفخة البعث، ونفخة الصعق هذه عندهم هي
نفخة الفزع، يفزعون ثمَّ يموتون.
فالذين يحضرون هذا
الحدث الهائل - وهو: نفخة الصعق - هم شرار الناس، لأن المؤمنين يموتون قبل ذلك،
كما قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ وَفِي الأَْرْضِ مَنْ
يَقُولُ: اللهَ، اللهَ» ([1]) لأنه إذا كان فيها
من يقول: الله، الله، ويذكر الله فالحياة تبقى في هذه الدنيا، لأن ذكر الله
والتَّوحيد والعبادة عِمارة لهذه الأرض، فإذا فُقد ذلك استحق أهلها العقوبة، فيحصل
بذلك الموت العام.
أما قوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ» ([2]) فالمراد بذلك هو - كما ورد في الحديث -: أنها لا تقوم الساعة وفي الأرض من يقول: الله، الله، أنهم يموتون قبل ذلك، يقبض الله أرواحهم قبل ذلك بريح يرسلها الله تقبض روح كل مؤمن ومؤمنة، ولا يحضرون هذا الحدث المروِّع، رحمة من الله تعالى بهم.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (148).