ولأحمد بسند جيد
عن ابن مسعود مرفوعًا: «إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ تَقُومُ السَّاعَةُ
وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَالَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ» ([1]) رواه أبو حاتم في
صحيحه.
****
ثمَّ قال: «ولأحمد» أي: لأحمد بن حنبل رحمه
الله.
«بسند جيد، عن ابن
مسعود مرفوعًا» إلى النبي صلى الله عليه وسلم، يعني: وليس من كلام ابن مسعود، وإنما هو من
كلام الرسول صلى الله عليه وسلم.
«إِنَّ مِنْ شِرَارِ
النَّاسِ» شرار جمع: شر، وشر أفعل تفضيل، بمعنى أشر، أي: أشدَّ الناس شرًّا.
«مَنْ تَقُومُ
السَّاعَةُ» أي: قيام الساعة، وذلك عند نفخة الصعق التي يموت بها الخلق - إلَّا من شاء
الله، وهي المذكورة في قوله تعالى: ﴿وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي
ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَآءَ ٱللَّهُۖ﴾ [الزمر: 68] صعقوا أي: ماتوا مرة واحدة من أثر الصعقة، إذا نفخ إسرافيل في الصُّور
النفخة الأولى صعق كل الأحياء، إلاَّ من استثنى الله سبحانه وتعالى بقوله: ﴿ثُمَّ
نُفِخَ فِيهِ أُخۡرَىٰ فَإِذَا هُمۡ قِيَامٞ يَنظُرُونَ﴾ [الزمر: 68] هذه نفخة البعث.
الأولى: نفخة الموت، والثانية: نفخة البعث، ينفخ إسرافيل عليه السلام في الصور
مرَّة ثانية، فيقومون من قبورهم أحياء يمشون: ﴿فَإِذَا هُمۡ قِيَامٞ يَنظُرُونَ﴾ وهذا بقدرة الله
سبحانه وتعالى فهاتان نفختان: نفخة الصعق، ونفخة البعث.
وهناك نفخة ثالثة
ذكرها الله في آخر سورة النمل: ﴿وَيَوۡمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن
فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَآءَ ٱللَّهُۚ﴾ [النمل: 87]
([1]) أخرجه: أحمد رقم (3844)، والبزار رقم (1724)، والطبراني في «الكبير» رقم (10413).