×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

وكل موضع قُصد الصلاة فيه فقد اتُّخذ مسجدًا، بل كل موضع يصلى فيه يسمى مسجدًا كما قال صلى الله عليه وسلم: «جُعِلَتْ لِيَ الأَْرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا» ([1]).

****

 «بل كل موضع يصلى فيه يسمى مسجدًا» حتى لو لم يُبْنَ عليه.

«كما قال صلى الله عليه وسلم: «جُعِلَتْ لِيَ الأَْرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا»» يعني: صالحة للصلاة فيها.

فدلَّ على أن المكان الذي يُصلى فيه يسمى مسجدًا، سواءٌ قُصد أو لم يُقصد، سواءٌ بُني عليه أولم يُبن.

فالحاصل؛ أن معنى اتخاذ القبور مساجد يشمل معنيين:

المعنى الأول: الصلاة عندها وإن لم يُبن مسجد، وهذا هو المعنى المراد من الأحاديث.

والمعنى الثاني: بناء المساجد فيها والقِباب، وهذا - أيضًا - منهي عنه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب: «لاَ تَدَعَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلاَّ سَوَّيْتَهُ» يعني: إلَّا هدمته، وسوَّيته بالأرض؛ لأن هذا يفتن الناس، ويصبح وسيلة من وسائل الشرك.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (328)، ومسلم رقم (521).