×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

 الصالحين؛ فسياسة إبليس - لعنه الله - واحدة مع الأولين والآخرين، يأتي النَّاس من باب الغلو في الصالحين.

الفائدة الرابعة: فيه الردُّ على من زعم أن البناء على قبور الصالحين من محبة الصالحين، ويقولون: أنتم لا تبنون على قبور الصالحين لأنكم تبغضون الصالحين.

ففي هذا الحديث وهذه الآية ردٌّ عليهم وأن البناء على قبورهم والغلو فيها ليس من محبتهم، وإنما هو من اتخاذهم أوثانًا تُعبد من دون الله.

الفائدة الخامسة: في الحديث دليل على تحريم زيارة النساء للقبور، وهو مخصِّص لقوله صلى الله عليه وسلم: «كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا»، فالرسول صلى الله عليه وسلم في أول الأمر منع من زيارة القبور مطلقًا للرجال والنساء، لأنهم كانوا حديثي عهد بالشرك وبالجاهلية، فمنعهم من زيارة القبور خشية من أن يترسَّب فيهم شيء من أمور الجاهلية عند القبور، فلما استقر التَّوحيد في قلوبهم، وعرفوا التَّوحيد، أَذِن للرجال في زيارة القبور خاصة، ومنع النساء، لأن المحذور باق في حقهن.

الفائدة السادسة: في الحديث دليل على تحريم إضاءة المقابر بالأنوار، بأي وسيلة، سواء كان بالسُّرج، أو كان بالكهرباء، أو غير ذلك، كل أنواع الإضاءة على حسب الأزمنة ممنوعة، والواجب أن تكون القبور خالية من الإضاءة، لأن الإضاءة وسيلة إلى اتخاذها أوثانًا، والرسول صلى الله عليه وسلم لعن من فعل ذلك؛ لأنَّه وسيلة إلى الشرك.


الشرح