×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

هذا مع الآيات التي تدل على كفره؛ كقوله تعالى: ﴿وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتۡلُواْ ٱلشَّيَٰطِينُ عَلَىٰ مُلۡكِ سُلَيۡمَٰنَۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيۡمَٰنُ، يعني: ما استعمل السحر كما يظن اليهود، فدلَّ على أن استعمال السحر كفر، ﴿وَلَٰكِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَ، يعني: سبب كفرهم أنهم ﴿يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَفدلَّ على أن تعليم السحر كفر.

وأن الله قال في الملكين: ﴿وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنۡ أَحَدٍ حَتَّىٰ ينصحاه ﴿يَقُولَآ إِنَّمَا نَحۡنُ فِتۡنَةٞ فَلَا تَكۡفُرۡۖ يعني: نحن امتحان واختبار، فمن قبل السحر فهو كافر، بتعلُّم السحر.

﴿فَيَتَعَلَّمُونَ مِنۡهُمَا يعني: من الملكين، ﴿مَا يُفَرِّقُونَ بِهِۦ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَزَوۡجِهِۦ، هذا دليل على أن السحر له حقيقة، وأنه يؤثِّر ويفرِّق بين المرء وزوجه بإحداث البغضاء، فهو دليل مذهب أهل السنَّة على أن السحر له حقيقة يؤثِّر، ولو لم يكن له حقيقة لم يؤثِّر البغضاء.

ثمَّ قال تعالى: ﴿وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِۦ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ [البقرة: 102]، أي: القدري الكوني؛ لأن الإذن على نوعين:

النوع الأول: القدري الكوني، الذي تنتج عنه المقدَّرات، خيرُها وشرُّها.

والنوع الثاني: الإذن الشرعي المذكور في هذه الآية: ﴿فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ ٱلۡحَقِّ بِإِذۡنِهِۦ [البقرة: 213] أي: بشرعه.

وهذا فيه: أن الإنسان يتوكَّل على الله، ومن توكَّل على الله كفاه شرَّ السحرة وغيرهم، ولهذا أمر الله بالاستعاذة به من السحرة: ﴿وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ [الفلق: 4] أي: من شر السواحر.


الشرح