×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

قال أحمد: «صَحَّ عَنْ ثَلاَثَةٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ».

****

 «قال أحمد» هو أحمد بن حنبل، إمام أهل السُّنَّة، والصابر على المحنة، أحد الأئمة الأربعة المشهورين في الإسلام الذين بقِيت مذاهبهم حيَّة، وله من الفضائل رحمه الله الشيء الكثير، وكُتب في مناقبه وترجمته مؤلَّفات، كان إمامًا في السنَّة، ومناصرًا للحق، وصابرًا على المحنة، حتى ثبَّته الله، وثبَّت به عقيدة المسلمين من الزيغ حينما امتُحن النَّاس بالقول بخلق القرآن، فثبت، وصبر على الجلد، وعلى السجن، وعلى الإهانة حتى أظهره الله، ونشر به الحق.

قال: «صح عن ثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم » يعني: صح قتل الساحر عن عمر بن الخطاب، وحفصة أم المؤمنين، وجُنْدب، وهو جُنْدب بن كعب الأزدي الغامدي، وله قصة، وهي:

أن الوليد كان يلعب عنده ساحر، ومن جملة سحره أنه يُظهر للناس بأنه يقتل الرجل ثمَّ يحييه؛ حيث يستعمل القُمْرة، أي: السحر التخييلي، فيخيِّل إلى النَّاس أنه يقطع رأس الرجل ثمَّ يعيد الرأس مكانه، فيما يظهر للنَّاس، فجاء جُنْدب بن كعب رضي الله عنه مُخْفيًّا السيف، فلما وصله قطع رأسه، وقال: إن كان صادقًا فليحيي نفسه.

قتله غَيْرة على دين الله عز وجل، وتحدِّيًا لهذا الساحر الذي يُحيي الموتى بزعمه، فبذلك بطلت هذه الحيلة الشيطانية، وانقشعت هذه القُمْرة، وتبيَّن أنه كاذب.

ويُستفاد من هذه الآثار:

الفائدة الأولى: كُفر الساحر، لأن الصحابة قتلوه، وما قتلوه إلاَّ لكفره.


الشرح