×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

وصحَّ عن حفصة رضي الله عنها: «أَنَّهَا قَتَلَتْ جَارِيَةً لَهَا، سَحَرَتْهَا» ([1]). وكذلك صح عن جندب.

****

«أَنِ اقْتُلُوا كُلَّ سَاحِرٍ وَسَاحِرَةٍ» فهذا يؤيِّد حديث جُنْدب: «حَدُّ السَّاحِرِ: ضَرْبَةٌ بِالسَّيْفِ».

إذا كان عمر بن الخطاب - أمير المؤمنين وثاني الخلفاء الراشدين - كتب إلى الأمصار وإلى ولاته: «أن اقتلوا كل ساحر وساحرة» واشتهر ذلك، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي» ([2])؛ إذًا فقتل الساحر دلَّ عليه الحديث، وفعل عمر بن الخطاب.

وكان بَجَالة بن عَبَدة كاتبًا لبعض الوُلاة، فهو يذكر ما وصلهم من عمر.

قال: «فَقَتَلْنَا ثَلاَثَ سَوَاحِرَ» يعني: نفَّذنا ما كتب به أمير المؤمنين، وسواحر: جمع ساحرة، وهي المرأة التي تتعاطى السحر.

قال: «وصحَّ عن حفصة» هي: حفصة بنت عمر بن الخطاب، أم المؤمنين رضي الله عنها.

«أَنَّهَا قَتَلَتْ جَارِيَةً لَهَا» أي: مملوكة لها.

«سَحَرَتْهَا» سحرت حفصة رضي الله عنها فأمرت بقتلها.

وهذا أيضًا فعل صحابيَّة، وهي أم المؤمنين، وهي بنت عمر بن الخطاب، أمرت بقتل مملوكتها لما سحرت.


الشرح

([1])  أخرجه: مالك في «الموطأ» رقم (1562)، والشافعي رقم (1790).

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17142).