لَمَنِ
ٱشۡتَرَىٰهُ مَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖۚ وَلَبِئۡسَ مَا شَرَوۡاْ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمۡۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ ١٠٢ وَلَوۡ
أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوۡاْ لَمَثُوبَةٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ خَيۡرٞۚ لَّوۡ
كَانُواْ يَعۡلَمُونَ ١٠٣﴾ [البقرة: 102- 103]، قوله: ﴿وَلَوۡ أَنَّهُمۡ
ءَامَنُواْ﴾ هذا دليل على أن السحر كفر ينافي الإيمان، لكنهم لم يؤمنوا بل اتخذوه
السحر بدل الإيمان.
فهده خمسة مواضع من
هذه الآيات تدلُّ على كفر الساحر، مع عمل الصحابة، وقتلهم للسحرة.
وفي قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا صَنَعُواْ كَيۡدُ
سَٰحِرٖۖ وَلَا يُفۡلِحُ ٱلسَّاحِرُ حَيۡثُ أَتَىٰ﴾ [طه: 69]، دليل على كفر
الساحر، حيث نفي فلاحه، والمؤمن يفلح ولو كان إيمانه ضعيفًا، ولو لم يكن عنده إلاّ
ذرّة من الإيمان فإنه يُفلح، وإن عُذِّب، والله نفى عن الساحر الفلاح مطلقًا، فدلّ
على أنه كافر، والعياذ بالله.
هذه المسألة الأولى،
وهي مسألة مهمة جدًّا، ذكرنا فيها الأدلة التي تدلُّ على كفر الساحر.
وكفر الساحر مطلقًا
كما ذكر الشارح هو مذهب الأئمة الثلاثة: أبي حنيفة، ومالك، وأحمد؛ يرون كفر
الساحر، وقد سبقهم جمع من الصحابة.
والإمام الشافعي يقول: «نقول للساحر: صف لنا سحرك، فإن وصفه بما يُقتضى الكفر فهو كافر، وإلاَّ فلا».