فلما جاء الإسلام
أبطل الله ذلك كله، لكن لا يزال عند بعض البوادي والجهَّال نوع من هذا الشيء،
يسألون الكُهَّان، ويحكِّمونهم، ويرجعون إليهم وقد جاء في الحديث: «مَنْ أَتَى
عَرَّافًا أَوْ كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ
عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم » ([1])
فلا يجوز الذهاب إلى
الكُهَّان والمشعوذين والدجَّالين لا للعلاج، ولا للسؤال عن الأشياء الضائعة، ولا
الأشياء الغائبة، وهذا كفر بما أنزل الله سبحانه وتعالى ولا يجوز إقرارهم وتركهم،
بل يجب القضاء عليهم، وإراحة البلاد والعباد منهم، لأنهم دُعاة كفر وشرك، يُفسدون
العقائد، ويأكلون أموال النَّاس بالباطل ويُحدثون الشر في الأمة، فلا يجوز تركهم
وإقرارهم، فضلاً عن الذهاب إليهم وتصديقهم فيما يقولون، إنما هذا من عادات
الجاهلية؛ كما قال جابر رضي الله عنه.
فالكُهَّان لا يأتون
بالأخبار من عند أنفسهم، وإنما جاءتهم بها الشياطين؛ لما عبدوهم من دون الله،
وأطاعوهم في معصية الله، وتقرَّبوا إليهم بالعبادة.
***
([1]) أخرجه: أحمد رقم (9536)، والحاكم رقم (15)، والطبراني في «الكبير» رقم (10005).