×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا هُنَّ؟

****

 قال: «وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اجْتَنِبُوا»» أي: ابتعدوا، ولفظة: «اجْتَنِبُوا» أبلغ من: لا تفعلوا، لأن الاجتناب يعني: ترك الشيء وترك الأسباب الموصلة إليه.

«السَّبْعَ» أي: المعاصي السبع.

«الْمُوبِقَاتِ» يعني: المهلكات.

«قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا هُنَّ؟» سألوه صلى الله عليه وسلم: ما هي هذه السبع حتى نتجنبها؟ لأن الإنسان لا يمكن أن يتجنَّب الشيء إلاَّ بعد أن يعرفه.

ففي هذا دليل على أنه يجب على المسلم أن يسأل عن الأمور المحرَّمة، ويعرف الأمور الشركيَّة، حتى يتجنبها.

وهناك من يقولون: علِّموا النَّاس التَّوحيد واتركوا الكلام في الشرك، والكلام في المحرَّمات، علِّموهم الخير فقط، ولا تبيِّنوا لهم الشرك والأمور المحرَّمة.

وهذا خداع من الشيطان؛ لأنه لا بد أن الإنسان يعرف الخير ويعرف الشر من أجل أن يعمل بالخير ويترك الشر، والله قدَّم الكفر بالطاغوت على الإيمان بالله فقال تعالى: ﴿فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ [البقرة: 256] وكيف يكفر بالطاغوت وهو لا يعرفه؟ لا بدَّ أن يعرفه من أجل أن يكفر به؛ لأنه إذا لم يعرفه ظنَّه خيرًا.


الشرح