فالكرامات تجري على
أيدي رجالٍ صالحين مستقيمين على الكتاب والسنَّة، والخوارق الشيطانية تجري على
أيدي كفرة مشعوذين.
وأيضًا الكرامات لا
صنع للآدمي فيها، وإنما يجريها الله سبحانه وتعالى بخلاف هذه الخوارق الشيطانية،
فهي حِيَل ومِهَن وحِرَف وتدجيل يعملونه هم، ويتظاهرون أمام النَّاس أنه بسبب هذه
الأشياء حصل ما حصل. وهو في الحقيقة إنما هو من عمل الشياطين الذين لا يراهم
الناس.
فالحاصل؛ أنَّ هذا بابٌ
عظيم، ويشتمل على علاج لمرض خطير يتفشَّى الآن في العالم الإسلامي، وهو مرض الكهنة
والسحرة والمنجِّمين والعرَّافين؛ الذين صار لهم صوْلة وجولة في العالم، وأشدُّ من
ذلك إذا ادُّعِي أن هؤلاء من أولياء الله، وأنَّ هؤلاء لهم كرامات، مع أنهم كفرة
لا يصلون ولا يصومون ولا يتطهَّرون من الجنابة!، وربما يقولون: هذا دليل على
كرامتهم، وكونه لا يصلي لأنه وُضِعَتْ عنه التكاليف، ووصل إلى الله، والتكاليف هذه
على النَّاس العوام!!.
فالحاصل؛ أن هذا الباب إذا
تأمَّلته وجدت أن الشَّيخ رحمه الله لم يكتبه من فراغ، وإنما كتبه ليعالِج به
أمراضًا متفشِّية، وازدادت الآن بحكم تأخر الزمان، وبحكم فُشُوِّ الجهل، وبحكم
تقارب العالم وارتباط بعضه ببعض، وسريان الشرور في العالم بسرعة.
فيجب على طلبة العلم أن يتنبَّهوا لهذه الأمور ويقوموا بالتحذير منها وإنكارها؛ لأن أكثر النَّاس سُذَّج لا يعرفون هذه الأمور، فيغرِّرون بهم.