كما قال تعالى في السَّحَرة: ﴿وَلَقَدۡ
عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشۡتَرَىٰهُ مَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖۚ﴾ [البقرة: 102].
فهذا حكم عبد الله
بن عبَّاس رضي الله عنه على أصحاب الطلاسم الذين يكتبون الحروف المقطَّعة، وينظرون
في النجوم، ويقولون: سيحدث كذا؛ فهذا منِ ادِّعاء علم الغيب، وهو طريقة من طرق
الكِهانة أو العِرافة أو التنجيم أو السحر، سمِّها ما شئت، لا يهمُّنا الأسماء،
الذي يهمُّنا النتيجة والحكم الشرعي.
أما الذي يكتب «حروف
الجُمل» لتمييز الجُمَل فقط وهو تمييز الفقرات؛ فهذا لا بأس به، مثلاً يقول:
الفقرة «أ»، الفقرة «ب»، الفقرة «ج»، الفقرة «د» في بعض الكتب؛ لأنه لا يدَّعي به
علم الغيب، وإنما يريد ترتيب الجمل فقط والكتابة.
والحاصل؛ أن هذا بابٌ عظيم؛ لأنه يعالج أمراضًا واقعة في العالم اليوم، لا أقول في العالم الكافر؛ لأنَّه ليس بعد الكفر ذنب، لكن في العالم الإسلامي، ووُجود هذا الوباء؛ وباء السحرة والمشعوذين والدَّجالين والكَهَنة والمنجِّمين، ويسمون هذا من باب الفنون، أو يسمونهم بأسماء تدلُّ على تبجيلهم، وعلى أنهم أصحاب علم، وأصحاب خبرة، أو أشد من ذلك يدَّعون أنهم أولياء الله، وأنَّ هذه كرامات تدلُّ على أنهم من أولياء الله، وهذه ليستْ كرامات، وإنما هي خوارق شيطانية؛ لأن الكرامات هي التي تجري على أيدي الصالحين، وليس لهم فيها تصرُّف منهم، وإنما هي من الله سبحانه وتعالى.