وقال ابن عباس في
قوم يكتبون «أبا جاد»، وينظرون في النجوم: «مَا أَرَى مِنْ فِعْلِ ذَلِكَ لَهُ
عِنْدَ اللَّهِ مِنْ خَلاقٍ».
****
فهذا يشمل كل من
يتكلَّم في معرفة الأمور بهذه الطرق ممَّن يُخبر عن هذه الأشياء بتلك الأمور التي
يسمونها خطًّا في الرمل إلى آخره.
فهذا تفسير جامع.
وأما اختلاف
الوسائل؛ هذا يستعمل كذا، وذا يستعمل كذا، والنتيجة هي ادِّعاء علم الغيب؛ نتيجة
واحدة.
والذي يهمنا النتيجة
والحكم، فالنتيجة: الإخبار بعلم الغيب، وادعاء مشاركة الله سبحانه وتعالى في علم
الغيب.
والحكم: أن كل هؤلاء
كفرة؛ لأنهم يدَّعون مشاركة الله - تعالى - في صفة من أعظم صفاته وهي علم الغيب.
قال الشَّيخ رحمه
الله: «وقال ابن عبَّاس في قوم يكتبون «أبا جاد» وينظرون في النجوم» «أبا جاد»
المراد بها: حروف الجُمَّل، التي هي: «أبْجَدْ، هَوِّزْ، حُطِّيْ، كَلِمَنْ» إلى
آخره، وهي حروف مقطَّعة يكتبونها لتمييز الجمل، والمشعوذ إذا كتب هذه الحروف قال:
يحدث كذا ويكون كذا، وهذه في الحقيقة طلاسِم.
وهؤلاء هم الذين قال
فيهم عبد الله بن عباس رضي الله عنه: «ما أرى مَنْ فعَل ذلك» أي: كتب هذه الحروف،
ونظر في النجوم، وأخبر أنه سيحدث كذا وكذا.
«له عند الله من
خَلاق» أي: ليس له نصيبٌ من الجنَّة عند الله عز وجل ومعناه: أنه كافر؛ لأن الذي
ليس له عند الله مِنْ خلاق هو الكافر؛