×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

قال: «وقال أبو العبَّاس ابن تيمية» أبو العبَّاس هذه كنيته، وليس له ابن اسمه العباس؛ لأنَّه لم يتزوَّج رحمه الله ولكن يجوز أنَّ الإنسان يُكَنَّى بأبي فلان ولو لم يكن له ابن.

وهو: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية، شيخ الإسلام، الإمام المجدِّد المشهور، الذي نفع الله بعلومه، ولا يزال نفعُه مستمرَّا ولله الحمد، وكتبه لا تزال موضع تنافُس طلاَّب العلم للحصول عليها والاطلاع عليها، وهذا ممَّا كتبه الله من الكرامة لهذا العالم الجليل؛ لصدْق نيَّتِهِ، وإخلاصه وجهاده في سبيل الله عز وجل وصبره واحتسابه.

قال: «العرَّاف: اسمٌ للكاهن والمنجِّم والرمَّال ونحوهم» لأن كلمة العرَّاف عامَّة، يدخل تحتها كل من يدَّعي معرفة المستقبل، سواءٌ بِكِهانة أو بتنجيم، أو بخط في الرمل، فكلهم يتعاملون مع الشياطين ويتقربون إليهم. ولهذا يقول الله تعالى: ﴿هَلۡ أُنَبِّئُكُمۡ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَٰطِينُ ٢٢١ تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٖ ٢٢ يُلۡقُونَ ٱلسَّمۡعَ وَأَكۡثَرُهُمۡ كَٰذِبُونَ ٢٢ [الشعراء: 221- 223]، وهذا يدخل فيه الكاهن والمنجِّم والرمَّال والعرَّاف، كلهم يدخلون تحت كلمة ﴿عَلَىٰ مَن، وتتنزَّل عليهم الشياطين، بخلاف الأنبياء فإنهم تتنزَّل عليهم الملائكة، ولهذا قال: ﴿وَمَا تَنَزَّلَتۡ بِهِ ٱلشَّيَٰطِينُ [الشعراء: 210]، يعني: القرآن، ﴿وَمَا يَنۢبَغِي لَهُمۡ وَمَا يَسۡتَطِيعُونَ ٢١ إِنَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّمۡعِ لَمَعۡزُولُونَ ٢١ [الشعراء: 211- 212]، فالأنبياء تتنزَّل عليهم الملائكة من الرحمن، وأما الكهَّان فتتنزَّل عليهم الشياطين.


الشرح