وقيل: هو الكاهن.
والكاهن: هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل. وقيل: الذي يخبر عما في الضمير.
وقال أبو العباس
ابن تيمية: العرَّاف: اسم للكاهن والمنجّم والرمّال ونحوهم؛ ممن يتكلَّم في معرفة
الأمور بهذه الطرق».
****
قال: «وقيل: هو: الكاهن» أي: العرَّاف
والكاهن سواء؛ لأنَّ كلاً منهما يخبر عن الأمور الغائبة بواسطة الشياطين، فكلهم
عملاء للشياطين، وإنِ اختلفوا في الاسم، هذا عرَّاف، وهذا كاهن، فالمعنى واحد،
والمهنة واحدة، وهي ادِّعاء علم الغيب، وإن اختلف اللفظ.
«والكاهن هو:
الذي يُخبر عن المغيِّبات في المستقبل» بسبب أن الشياطين تُخبره بما تعلَم
ممَّا لا يعلمه الإنسان، لأن الشياطين تدري عن أشياء لا يعرفها الناس، فيخبرون
النَّاس في مقابل أن النَّاس يخضعون لهم، ويفعلون ما يطلبونه منهم من الشرك والكفر
بالله عز وجل ويتقرَّبون إليهم، فإذا تقرّب الإنسي إلى الجنيّ بما يريد خدمه الجني
بما يطلبه منه من الأمور الغائبة.
«وقيل: هو الذي
يُخبر عمَّا في الضمير» يعني: عمَّا في النفس، ولا يعلم ما في القلوب إلَّا الله
سبحانه وتعالى لكن الشيطان قد يعرف شيئًا من هواجس الإنسان؛ لأنَّه هو الذي يوسوس
للإنسان، ولأنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، فيعرف الشيطان من الإنسان ما لا يعرفه
الإنسان عن الإنسان.
هذا تفسير البغوي رحمه الله.