×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

والشيخ رحمه الله في هذه الأبواب إنما يحكي أنواعًا تقع من بعض الناس وهي من الشرك، يريد أن يحذر المسلمين منها، ومن ذلك: النذر لغير الله من الجن، أو الأولياء والصالحين، أو أصحاب القبور، وهذا عبادة لغير الله عز وجل فهو شرك، وهذا واقع في هذه الأمة بكثرة، من حين وُجدت الأضرحة، وبُنيت على القبور، وصار كثير من الناس يتجهون إليها، لأنهم قيل لهم: إن هذه القبور فيها بركة، وفيها نفع، وفيها دفع ضرر، وإنها مجرَّبة، فمن نذر للقبر الفلاني، أو للشيخ الفلاني، فإنه يحصل له مقصوده، إن كان مريضًا يُشفى، وإن كانت امرأة تريد الحمل فإنها إذا نذرت للشيخ الفلاني أو للقبر الفلاني تحمل، وإذا حصل بالناس تأخر مطر ونذروا لهذه القبور نزل المطر، إلى غير ذلك من المُغْريات.

وقد يفعلون هذا ويحصل لهم مقصودهم ابتلاءً وامتحانًا من الله سبحانه وتعالى أو أن هذا يصادف قضاءً وقدرًا فحصل، وظنوا أنه بسبب النذر لهذا الميت أو لهذا القبر أو هذا الوليِّ - بزعمهم -.

وحصول المقصود لا يدل على جواز الفعل، فيجب أن يُتنبَّه لهذه الشبهة، لأنهم أهلكوا بها كثيرًا من الناس، يقولون: القبر الفلاني مجرَّب، إذا فعل الإنسان عنده نذرًا أو ذبح ذبيحة يحصل له مقصوده، فبذلك انصرفت قلوب كثير من العوام والجُهَّال، أو حتى بعض من العلماء غير المحقِّقين إلى فعل هذا، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الأَْئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ» ([1])، فالخطر شديد من هذه الأمور،


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4252)، والترمذي رقم (2229)، وأحمد رقم (17115).