×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

 الْبَخِيلِ» ([1])؛ وذلك لأن الإنسان في سَعَة في أمور الطاعة غير الواجبة، إن شاء فعلها وله أجر، وإن شاء تركها ولا حرج عليه، والله لا يحب لنا أن نكلف أنفسنا شيئًا لم يوجبه علينا: ﴿يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ [البقرة: 185]، وإدخال الإنسان نفسه في نذر غير واجب عليه في الأصل، قد يعجِز، وقد يشق عليه، وعلى هذا تُنزَّل الأدلة التي تمدح الذين يوفون بالنذر، قال - تعالى -: ﴿يُوفُونَ بِٱلنَّذۡرِ وَيَخَافُونَ يَوۡمٗا كَانَ شَرُّهُۥ مُسۡتَطِيرٗا ا [الإنسان: 7] هذا مدح لهم بعد أن ينذِروا، ليس مدحًا للدخول في النذر، وإنما هو مدح للوفاء به بعد لزومه، فالإنسان إذا التزم شيئًا لله وجب عليه الوفاء، قال صلى الله عليه وسلم: «اقْضُوا اللهَ، فَاللهُ أَحَقُّ بِالْقَضَاءِ» ([2])

ونذر الطاعة دَينٌ في ذمة المسلم؛ يجب عليه الوفاء به، ومن هنا مدحهم الله.

فوجه الاستدلال من الآية الكريمة على أن النذر لغير الله شرك: لأنها دلَّت على أن النذر عبادة؛ لأن الله مدح المُوفين به، وإذا كان عبادة فصرفه لغير الله شرك.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6608)، ومسلم رقم (1639).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (6699).