×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

«مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللهَ فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللهَ فَلاَ يَعْصِهِ» ([1]).

****

فيها الأخرى، لعائشة فضائل لا تشاركها فيها خديجة، ولخديجة فضائل لا تشاركها فيها عائشة، والإجماع على أن خديجة وعائشة أفضل نساء النبي صلى الله عليه وسلم، إنما الخلاف في أيِّهما أفضل.

وكانت عائشة فقيهة من فقهاء الصحابة، وكانت راوية للأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان كبار الصحابة يرجعون إليها في الرِّواية والفتوى - رضي الله تعالى عنها وأرضاها - فهي عالمة فقيهة، وهي أم المؤمنين، وهي بنت الصديق الذي هو أفضل الصحابة، فلها فضائل - رضي الله تعالى عنها - ولها مزايا.

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللهَ فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللهَ فَلاَ يَعْصِهِ»» الحديث صريح في أن النذر يكون طاعة، وإذا كان طاعة فهو عبادة، وإذا كان عبادة، فصرفه لغير الله شرك أكبر.

هذا وجه استدلال المصنف رحمه الله بهذا الحديث للباب.

فقوله: «مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللهَ» بصلاة، بصيام، بحج، بعمرة، بصدقة، باعتكاف، أو بغير ذلك من أنواع الطاعات.

«فَلْيُطِعْهُ» من نذر طاعة لا تجب عليه بأصل الشرع؛ فإنه يجب عليه الوفاء بها.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6696).