فضل تعلُّم العِلْم وتعليمِه والرَّدُّ على بعض الأفكار المُنحرِفةِ
الحمد لله،
والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسُولِ الله وصحبِه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدِّين.
وبعد:
فإِنَّ أَحقَّ ما
تُصرَّف فيه الأَوقاتُ، ويتنافس في نيله ذوو العقول: تعلُّمُ العلمِ النَّافعِ،
الذي به تحيى القلوب، وتستقيم الأعمال، وتزكو به الخِلال.
ولقد أَثْنى الله
جَلَّ ذِكْرُه وتقدَّست أَسماؤه على العلماء العاملين، ورفع من شأنهم في آياتٍ
كثيرةٍ من كتابه الكريمِ؛ من ذلك قولُه سبحانه: ﴿قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا
يَعۡلَمُونَۗ﴾ [الزمر: 9].
فنفى سبحانه
التَّسويةَ بين أهل العلم وبين غيرهم، وذلك يقتضي تفضيلهم على من سِواهم.
وقال تعالى: ﴿يَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَٰتٖۚ وَٱللَّهُ بِمَا
تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ﴾ [المجادلة: 11].
فأخبر سبحانه عن
رِفْعة درجات أهل العلم والإيمانِ خاصَّةً.
وأَمَر سبحانه
نبيَّه صلى الله عليه وسلم أَنْ يسأله الزِّيادة من العلم بقوله: ﴿وَقُل رَّبِّ زِدۡنِي عِلۡمٗا﴾ [طه: 114].
قال الحافظ ابنُ
حَجَرٍ: «وهذا واضح الدَّلالة في فضل العلم؛ لأَنَّ الله لم يأمر نبيَّه صلى الله
عليه وسلم بطلب الازدياد من شيءٍ إلاَّ من العلم» ا هـ.
وممَّا يدلُّ على
فضل تعلُّم العلمِ النَّافعِ حديثُ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه: أَنَّ