والجواب عن ذلك من
وجوهٍ:
1- أَنَّنا إِذَا
تركْنا هذه الكُتُبَ، ما اسْتطعْنا الرَّدَّ على تلك المذاهبِ الجديدةِ، لأَنَّ
هذه الكُتُبَ تُعلِّمُنا طريقةَ الرَّدِّ، وكَيْفيَّةَ الاسْتدلال، فإِذَا
تركْناها، كُنَّا بمنزلة من يُلْقِي سِلاحَه ويَلْقَى عدُوَّه بلا سِلاحٍ، فماذا
تكون نتيجته إِذَنْ؟ ! إِنَّها الهزيمةُ والقَتْلُ أَوِ الأَسْرُ.
2- إِنَّ الطَّوائف
التي تَرُدُّ عليها كُتُبُ التَّوحيد لم تَنْقرِضْ، بل لها أَتْباعٌ موجودون
يعتنقون ما كانت عليه، من تعطيل الأسماء والصِّفاتِ، وتأويلِها، والإشراكِ في
العبادة، يتكلَّمون بذلك وينشرونه في مُؤلَّفاتهم وتعليقاتِهم على الكُتُبِ
المطبوعةِ، فكيف يُقال: إِنَّ هذه الطَّوائفَ انقرضتْْْ؟ !
3- وعلى فرض أَنَّ
هذه الطَّوائفَ الضَّالَّةَ قد انقرضتْ، ولم يبق لها أَتْباعٌ، فالشُّبَه
والتَّأويلاتُ التي ضلَّت بسببها موجودةٌ في الكُتُبِ الموروثةِ عنها، والتي
يُخْشى من وقوعها في أَيْدي من لا يعرف حقيقتها، فيضلُّ بسببها، أو تقع بأيدي
مُضلِّلين يُضلُّون بها النَّاسَ، فلا بُدَّ من دراسة ما يُضادُّها ويُبيِّن
بُطْلانَها من كُتُب أَهْل السُّنَّةِ والجماعةِ.
4- أَنَّ المذاهبَ
المُنحرفةَ الجَديدةَ في الغالب مُنحدِرةٌ عن مذاهبَ مُنحرِفةٌ قديمةٌ، قد ردَّ
عليها العلماء السَّابقون في كُتُبِهم، فإِذا عرفنا بُطْلان القديم، عرفنا بُطْلان
ما انْحَدَر عنه.
5- على فرض أَنَّ هذه المذاهبَ الجديدةَ ليس لها أصلٌ في القديم، فلا منافاة بين ردِّ الباطل القديمِ وردِّ الباطل الجديدِ، لئلا يُغترَّ بهما، فالباطل يجب ردُّه حيث كان، قديمُه وحديثُه، والله تعالى ذَكَر في القرآن ما كان عليه الكَفَرةُ السَّابقون، وما كان عليه الكَفَرة المُتأخِّرون، وردَّ على الجميع.