×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

وكثيرٌ من النَّاس إذا رأى في التَّفْسير أَنَّ اليهود مغضوبٌ عليهم، وأَنَّ النصارى ضالون، ظَنَّ الجاهل أَنَّ ذلك مخصوصٌ بهم، وهو يقرأُ أَنَّ ربَّه فارضٌ عليه أَنْ يَدْعُوَ بهذا الدُّعاءِ، ويتعوَّذَ من طريق أَهْل هذه الصِّفات.

فيا سبحان الله! كيف يُعلِّمه ويختارُ له ويفرض عليه أَنْ يَدْعُوَ ربَّه دائمًا مع أَنَّه لا حَذَرَ عليه معه، ولا يتصوَّر أَنَّ فِعْلَه هذا هو ظنُّ السُّوء بالله» ا. هـ.

من أَيْنَ يُستمَدُّ العلمُ النَّافعُ؟

يُستمَدُّ العلمُ النَّافعُ من الكتابِ والسُّنَّةِ؛ تفهُّمًا وتدبُّرًا، مع الاستعانة على ذلك بكُتُب التَّوحيد والتَّفسيرِ وشروحِ الحديث وكُتُبِ الفِقْه وكُتُبِ النَّحْو واللَّغةِ، فإِنَّ قراءة هذه الكُتُبِ طريقٌ لفهم الكتاب والسُّنَّةِ.

ولكنْ ينبغي التَّنبُّه لدسِيسَةٍ خبيثةٍ راجتْ عند كثيرين من الشَّباب على أَيْدي بعض المُغرِضين الذين يُتسمَّون بالمُوجِّهين وبالمُفكِّرين، صرفوا بها أَكْثرَ الشَّباب عن الكُتُب النَّافعةِ، وتلك الدَّسِيسَةُ هي قولُهم مثلاً عن كُتُب التَّوحيد التي تتضمَّن بيان مذهب السَّلَف الصَّالحِ وأَتْباعِهم في أَسْماء الله وصفاتِه، والرَّدَ على المُعطَّلة من جَهْمِيَّة ومُعْتزِلَةِ وأَفْراخِهم، والتي تتضمَّن بيان توحيد العبادة، وما يُناقضه أَوْ ينقصه من الشِّرْك، يقولون: إِنَّ هذه كُتُبٌ قديمةٌ تَرُدُّ على قومٍ قد هَلَكوا، وتُناقشُ شُبُهًا قد انقرضتْ، فينبغي أَنْ نترُكَها ونشتغل برَدِّ المذاهبِ المُنحرِفةِ الجديدةِ، كالشُّيوعيَّة، والبَعْثيَّة... وما إليها. ويقولون عن كُتُب الفِقْه مثلاً: إِنَّها كُتُبٌ مُعقَّدةٌ، وفيها افتراضاتٌ بعيدةُ الوقوع، نترُكها ونستنبط من الكِتاب والسُّنَّةِ حلولاً لمشاكلنا... إلى آخر ما يقولون.


الشرح