3- وأَمَّا
العلمُ الضَّارُّ، فيَحْرُمُ تعلُّمُه، بل قد يكون كُفْرًا، كتعلُّم السِّحْر، قال
تعالى: ﴿وَلَٰكِنَّ
ٱلشَّيَٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَ﴾ [البقرة: 102 ]
الآية.
العلم والعمل:
العلمُ النَّافعُ
والعملُ الصَّالحُ قرينان لا يصلح أَحدهما بدون الآخَر، قال تعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ
رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ﴾ [التوبة: 33].
فالهدى: هو العلمُ
النَّافعُ. ودِينُ الحقِّ: هو العملُ الصَّالحُ. والنَّاس بالنِّسْبة لهما
أَقْسامٌ:
القِسْمُ الأَوَّلُ: الذين جمعوا بين
العلمِ النَّافِعِ والعملِ الصَّالحِ، وهؤلاء قد هداهم الله صراطَ المُنْعَم عليهم
من النَّبيِّين والصِّدِّيقين والشُّهداءِ والصَّالحين، وحَسُنَ أولئك رفيقًا.
القِسْمُ الثَّاني: الذين تعلَّموا العلمَ
النَّافعَ، ولم يعملوا به، معهم علمٌ بدون عملٍ، وهؤلاء على طريقة المَغْضُوب
عليهم.
القِسْمُ الثَّالثُ: الذين يعملون بلا
علمٍ، وهؤلاء أهل الضَّلال، وهُمُ النَّصارى.
فالحاصل أَنَّ
الأَقْسام ثلاثةٌ: أَهْلُ العلمِ والعملِ، أَهْلُ علمٍ بلا عملٍ، أَهْلُ
عملٍ بلا علمٍ.
ويشمل الأَقْسامَ
الثَّلاثةَ قولُه تعالى: ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ﴾ [الفاتحة: 6]...
إلى قوله: ﴿وَلَا
ٱلضَّآلِّينَ﴾ [الفاتحة: 7] من سورة الفاتحة.
قال شيخُ الإِسْلامِ
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ رحمه الله: «وأَمَّا قوله: ﴿غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ
عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ﴾ [الفاتحة: 7]، فالمَغْضُوبُ عليهم: هُمُ العلماء
الذين لم يعملوا بعلمهم، والضَّالون: العاملون بلا علمٍ. فالأَوَّلُ صفة
اليهود، والثَّاني صفة النصارى.