×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

3- كثْرةُ العلوم التي تُدرَس، حتَّى يتحوَّل معها الإنسان إلى دائرة معارف مُتنقلةٌ مع أَنَّنا في عصرٍ يُمكن فيه الاستغناءُ عن حفظ تلك العلومِ ودراستِها باستخدام الآلة للحصول عليها بسهولةٍ عند الحاجة إِلَيها!!.

هذا حاصل ما عاب به الكاتب المناهجَ الدِّينيَّةَ في جامعة الإمامِ مُحَمَّدِ بنِ سَعُودٍ الإِسْلاميَّةِ.

وأَظُنُّ أَنَّ الحامل له على ذلك جَهْلُه بقيمة تلك العلومِ التي تُدرَس في هذه الجامعةِ - ومن جَهِل شيئًا؛ عاداه - أَوْ تخلُّفُه الفِكْريُّ عن استيعابها، أو كسَلُه الذي قَعَد به عن متابعتها؛ فتصوَّر أَنَّ العيبَ فيها، والعيبُ إِنَّما هو عيبُه؛ على حدِّ قول الشَّافعيِّ رحمه الله:

نُعيبُ زمانَنَا وَالعَيبُ فِينَا *** وَمَا لِزمانِنَا عَيبٌ سِوَانَا

وبناءً عليه نقول:

1- انتقاده لدراسة المذاهبِ المُنحرِفةِ القديمةِ، وزعْمُه أَنَّها بادتْ وانقرضتْْْْ: انتقادٌ في غير محلِّه؛ لأَنَّ المسلم بعد أَنْ يعرف الحقَّ يجب عليه أَنْ يعرف ما يُضَادُّه من الباطلِ القديمِ والحديثِ؛ لِيجتنبَه ويحذرَ منه والله جل وعلا ذَكَر الكفر بالطَّاغوت قبل الإيمان بالله في قوله: ﴿فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ [البقرة: 256]، وكيف يكفر بالطَّاغوت من لا يدري ما هو الطَّاغوت؟!، وكيف يتجنَّب الباطلَ من لا يعرف الباطل؟!

وكان حُذَيفَةُ بنُ اليَمَانِ رضي الله عنه يقول: «كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُون رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَن الخَيرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُه عَن الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ أَقَعَ فِيهِ» ([1]).


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (3606)، ومسلم رقم (1847).