والشَّاعرُ الحكيمُ
يقول:
عَرَفْتُ الشَّرَّ
لاَ لِلشَّـ *** ـرِّ لَكِن لِتَوَقِّيهِ
ومَن لاَ يَعْرِفُ
الشَّرَّ *** مِنَ الْخَيرِ يَقَعْ فِيهِ
2- وزعمه أَنَّ هذه
الفِرَقَ قد انقرضتْ واندرستْ أَفْكارُها زعْمٌ باطلٌ، ومُغالطةٌ للواقع؛ لأَنَّ
هذه الفِرَقَ لا تزال قائمةً على أَشدِّها:
فها هي الأَشَاعِرة
الآن - وهي ربيبة المُعتَزِلَةِ - تُمثِّل نِسْبةً كبيرةً من العالم الإِْسْلاميِّ
وتُدرَس عقائدُها في غالب البلاد الإِسْلاميَّة بدلاً من عقيدة السَّلَف.
ومذهبُ المُعتزِلةُ
تَعْتَنِقُه اليوم فئاتٌ كثيرةٌ؛ كالرَّافضةِ وغيرِهم، وها هي كُتُبُهم تُحقَّق
وتُنشَر بكَمِّياتٍ هائلةٍ، وتصل إلى أَيْدي النَّاس ويقرؤُونَها وفيهم الجاهلُ
ومَنْ ثَقافتُه ضَحْلةٌ؛ فينطلي عليه ما فيها من شُبُهاتٍ ما لم يكن عنده حصانةٌ
كافيةٌ، وذلك لا يُمكن إلاَّ بدِراسة مبادئهم ومعرفةِ أَفْكارِهم المُنْحرِفَةِ مع
الرَّدِّ عليها وبيانِ بُطْلانها دراسةً منهجيَّةً مُركَّزةً.
ثُمَّ لو فرضنا
أَنَّ أصحاب هذه الأَفْكارِ الضَّالَّةِ انقرضتْ شخصياتُهم، فأَفْكارُهم باقيةٌ
والشَّرُّ في الفكرة أَكْثرُ منه في الشَّخص.
والله تعالى ذَكَر
أَقْوال الكَفَرة البائدين في القرآنِ الكريمِ وردَّ عليها؛ تحذيرًا منها: ذَكَر
مقالة قوم نُوحٍ ومقالة عَادٍ وثَمُودٍ وفِرْعَونَ، ومقالاتِ قُدَماء اليَهُودَ
والنَّصَارَى والدَّهْريِّين والصَّابئين؛ للتَّحذير من سلوك سبيلهم، لأَنَّ لكلِّ
قومٍ وارثًا يُروِّج تلك الأَفْكارَ مَهْمَا طال الزَّمان، والفِكْرة لا تموت بموت
صاحبها.