×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

 6- وأَمَّا ثناؤُه على ما قام به الأُْستاذُ مُحَمَّدُ قُطُب في كتابه لمنهج التَّوحيد للمرحلةِ الثَّانويَّة وقولُه: «إِنَّه قرَّب قضايا العقيدة بأُسْلوبٍ بسيطٍ...» إلى آخر ما أَثْنى به عليه.

فنقول: مع احترامنا للأُسْتاذ مُحَمَّدِ قُطُب؛ إلاَّ أَنَّ ما قام به عملٌ ناقصٌ جدًّا، وهذا ما كُنَّا نتخوَّفه من قطْع صِلتنا بكُتُبِ السَّلَف واستبدالِها بمُؤَلَّفاتٍ جديدةٍ.

إِنَّ ما قام به الأُستاذُ مُحَمَّدُ قُطُب - حفظه الله - في هذا العمل يقتصر غالبًا على إِثْبات توحيد الرُّبُوبِيَّة، هو تحصيل حاصلٍ؛ لأَنَّ توحيد الرُّبُوبيَّة قد أَقرَّ به جُمْهُورُ الأُمَمِ الكافرة؛ كما ذَكَر الله سبحانه وتعالى عنهم ذلك في كتابِه الكريمِ، وهو لا يكفي، وليس هو العقيدة التي جاءتْ بها الرُّسُل، ودعتْ إليها.

فالرُّسُل كلُّها تعدو إِلى توحيد الأُلُوهيَّة، وهو عبادة الله وحْدَه لا شريك له، وترْكُ عبادة ما سِواه.

وما ورد من الآيات في ذِكْر توحيد الرُّبُوبِيَّة إِنَّما هو للاحتجاج به على المشركين، والاستدلالِ به على توحيد الأُلُوهيَّة، وإلزامِ المشركين حيث أَقرُّوا بتوحيد الرُّبُوبيَّة أَن يُقرُّوا بتوحيد الإِلهيَّة، فتوحيد الرُّبُوبيَّة ليس هو العقيدةُ المطلوبةُ، وإِلاَّ كان أَبُو جَهْلٍ وأَبُو لَهْبٍ مُوحِّدَينِ؛ لأَنَّهم أَقرُّوا به وأَثْبتوه.

وهذا يجب أَنْ يُفهَم، وأَنْ تكون العِناية بتوحيد الإِلهيَّة، وبيانُه للطَّلَبة؛ لأَنَّه هو حقيقة الإسلام، وهو معنى «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ» ومقتضاها، الذي هو عقيدة المسلمين.


الشرح