×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

كَانَ يَسْجُدُ فِي الدُّنْيَا رِيَاءً وَسُمْعَةً، فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ، فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا» ([1])، قال ابْنُ كَثِيرٍ رحمه الله: وهذا الحديثُ مُخرَّجٌ في «الصَّحيحين» وفي غيرِهما من طُرُقٍ، وله أَلْفاظٌ، وهو حديثٌ طويلٌ مشهورٌ ا هـ. وتفسير الرَّسول صلى الله عليه وسلم هو المُتعيَّن وإِنْ كان يُخالف أَهْواءَ نفاة الصَّفات.

ومن العجب أَنَّ الصَّابونِيَّ ساق آخِر هذا الحديث: «يَسْجُدُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ» وحذَف أَوَّلَه الذي هو تفسير الآيةِ الكريمةِ وبيانُ المراد بالسَّاق، وهذا والعياذ بالله من التَّلبيس والخِيانةِ في النَّقل.

في صفحة (454) سطر (10): على قوله تعالى: ﴿وَلَا تَذَرُنَّ وَدّٗا وَلَا سُوَاعٗا [نوح: 23] الآية، نقَل عبارةَ الصَّاويِّ: هذه أَسْماءُ أَصْنامٍ كانوا يعبدونها، وهذه العبارةُ تُخالف ما ثبَت في «صحيح البُخَارِيِّ» عن ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ هَذِهِ أَسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ فِي قَوْمِ نُوْحٍ مَاتُوا فَحَزِنُوا عَلَيْهِمْ، فَأَشَارَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ بِتَصْوِيرِهِمْ وَنَصْبِ صُوَرِهِمْ عَلَى مَجَالِسِهِمْ لِتَذَّكُّرِ حَالِهِمْ فِي الْعِبَادَةِ..إلى آخِر الأَثَر ([2])، وفيه أَنَّ هذه الصُوَرَ عُبِدَتْ.

في صفحة (467) سطر (16): على قوله تعالى: ﴿وَذَرۡنِي وَٱلۡمُكَذِّبِينَ [المزمل: 11]، نقَل قولَ الصَّاويِّ: المعنى: اتْرُكْني أَنْتقِم منهم ولا تشفع لهم، وهذا تعبيرٌ غيرُ سليمٍ، لأَنَّه لا يشفع أَحَدٌ عند الله تعالى إلاَّ مِنْ بعد إِذْنه فكيف يليق بالرَّسول صلى الله عليه وسلم أَنْ يشفع قبل الإِذْن حتَّى يُنهى عن ذلك، وأَيْضًا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لا يشفع للمشركين.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (4919).

([2])أخرجه: البخاري رقم (4920).