×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

في صفحة (508) سطر (5) قبل الأَخِير قال: ذكَر تعالى هذه الأَدِلَّةَ التِّسْعَ على قُدْرته تعالى كبُرهانٍ واضحٍ على إمكان البعث والنُّشور، فقوله: كبرهانٍ واضحٍ على إمكان البعث والنُّشور، تعبيرٌ غيرُ سليمٍ، لأَنَّه يُعطي معنى التَّشبيه بمعنى أَنَّها تشبيهُ البُرْهان وليست برهانًا، وهذا تعبيرٌ صحفيٌّ دارجٌ لا يليق بأُسْلوب التَّفْسير، وجاء هذا التَّعبيرُ في صفحة (517/ س13).

في صفحة (542) سطر (18) قولُه: أَيِ الذين جمعوا بين الإِيْمانِ الصَّادقِ والعملِ الصَّالحِ، هذا التَّعبيرُ يُعطي أَنَّ الإِيْمان غيرُ العمل، وهذا خلاف مذهبِ أَهْل السُّنَّة والجماعةِ من أَنَّ العمل داخلٌ في مٌسمَّى الإِيْمان بحيث لا يتحقَّق الإِيْمان بدونه، وعطفُه العمل على الإِيْمان عندهم من عطف الخاصِّ على العامِ اهتمامًا به.

في صفحة (566) سطر (4) قولُه: فدلَّ بناؤها وإِحْكامُها على وجوده وكمالِ قُدْرتِه، وهو تعبيرٌ ناقصٌ، لأَنَّه ليس المرادُ من ذِكْر الآيات الكونيَّةِ مجرَّدَ الاستدلال على وجود الله؛ لأَنَّ المخاطَبين يَقِرُّون بذلك وإِنَّما المرادُ: الاستدلالُ على إِفْراده بالعبادة وهو الذي يجحده المخاطَبون، وكم يُكرِّر مثلَ هذا التَّعبيرِ النَّاقصِ.

في صفحة (604) سطر (6): وصْفه الرَّسُول صلى الله عليه وسلم بأَنَّه سيِّدُ الكائنات، وصْفٌ فيه غُلُوٌّ وإِطْراءٌ، وقد نهى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عن مثل ذلك، فلو قال سيِّد البَشَر لكان ذلك صحيحًا مطابقًا له لقوله صلى الله عليه وسلم: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلاَ فَخْرَ» ([1])، أَمَّا سيادتُه على الكائنات فهذا لا دليلَ عليه.

*****


الشرح

([1])أخرجه: ابن ماجه رقم (4308)، وأحمد رقم (10987).