وماذا يُقصَد
بالالتفاتةِ العارضةِ إِلَى غير الله التي تُنسَب إِلَى الدَّعْوة الوهَّابيَّةِ
تكفيرُ مَن فَعَلَها؟!
إِنْ كان قصْدُه
الالتفاتِ بطلب الحاجات وتفريجِ الكُرُبات إِلَى الأَمْواتِ والغَائبين؛ فهذا
كُفْرٌ بإِجْماع المسلمين، ليس في الدَّعْوةِ الوهَّابيَّةِ فحَسَب؛ لأَنَّه دعاءُ
لغير الله ﴿وَمَن
يَدۡعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ لَا بُرۡهَٰنَ لَهُۥ بِهِۦ فَإِنَّمَا
حِسَابُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [المؤمنون: 117]،
والآياتُ في هذا كثيرةٌ.
وإِنْ قَصَد بهذا
الالتفاتِ الاسْتعانة بالمخلوق الحيِّ الحاضرِ فيما يُقدَّر عليه؛ كما يظهر قولُه:
«فأَيُّ إِنْسانٍ لم تُخفُّ نفْسُه من غير قصْدٍ إِلَى الْتِماس العون من ذوي
الجاه والسُّلطان»؛ فهذا مباحٌ، وقد تجنَّى الأُسْتاذُ على دعوةِ الشَّيْخ في
قوله: «إِنَّما تُكفِّر من فعل ذلك وتعدُّه مُلْحِدًا».
وهو يردُّ على نفسه
ويتناقضُ في قوله حين يقول «وصاحب الدَّعْوة قد مدَّ يدَه إِلَى أَمِير العيينة
أولاً ثُمَّ إِلَى الأَمِير مُحَمَّدِ بنِ سَعُودٍ ثانيًا»، فقد ردَّ على نفسه
فيما نُسِب إِلَى هذه الدَّعْوةِ، ونحن نزيد بيانًا في هذه المسأَلَةِ من كلام
الشَّيْخ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ، حيث يقول رحمه الله «في كشف الشُّبُهات»
ما نصُّه: «فإِنَّ الاستغاثة بالمخلوق فيما يقْدِر عليه لا نُنْكِرها؛ كما قال
الله تعالى في قِصَّة مُوسَى: ﴿فَٱسۡتَغَٰثَهُ ٱلَّذِي مِن شِيعَتِهِۦ عَلَى ٱلَّذِي مِنۡ عَدُوِّهِۦ﴾ [القصص: 15] وكما
يستغيث الإِنْسانُ بأَصْحابه في الحرب أَوْ غيرِه في أَشياء يقْدِر عليها المخلوق،
ونحن أَنْكرْنا استغاثةَ العبادة التي يفعلونها عند قبور الأَوْلياء، أَوْ في
غيبتهم، في الأَشْياء التي لا يقْدِر عليها إلاَّ اللهُ» ا هـ.