وأَمَّا قولُه عن
تعلُّق بعض الجهلة بالأَضْرحة: «إِنَّهم ضلُّوا الطَّريق، فلم يتعرَّفوا على
الأَسْباب الصحيحةِ، ومثْلُ هذا يُوصَف بالجهْل، ولا يُتَّهَمُ صاحبُه بالكُفْر
والخروجِ عن الدِّين»
فنقول له: مَن تعلَّق على
الأَضْرحة عن جهلٍ؛ بُيِّن له الحقُّ ودُعِيَ إِلَى التَّوحيد، فإِنْ أَصَرَّ على
التَّعلُّق بالأَضْرحة بعد ذلك؛ يستغيث بها، ويطلب الحاجات منها، فهو كافرٌ خارجٌ
عن الدِّين؛ كشأْنِ المشركين الأَوَّلين الذين دَعَاهم رسولُ الله صلى الله عليه
وسلم إِلَى التَّوحيد فأَبَوا وقالوا: ؛ لأَنَّ الجهل يزول بالبيان ولا يبقى على
الضَّلال بعد البيان إلاَّ مُعانِدٌ للحقِّ.
11- وفي الصفحات
(103 و104 و105) يكتب الأُسْتاذ كلامًا معناه أَنَّ الوهَّابيَّة تُسارع إِلَى
تكفير النَّاس بتعليقهم التَّمائم، وتمسُّحِهم بالأَضْرحة، مع كثرة من يفعل ذلك،
وخطورةِ التَّكفير وقسوتِه، وكونِ من يفعل هذه المخالفات فعَلَها عن جهلٍ، ومن
أَنَّه يُمْكِن العِلاجَ عن طريق النُّصْح والإِرْشاد....إلخ.
ونحن نجيب الأُسْتاذ
عن ذلك بما سبق أَنْ شرحْناه بأَنَّ علماء الدَّعْوة لا يُكفِّرون النَّاس بمجرَّد
تعليق التَّمائم، والتَّمسُّحِ بالأَضْرحة مطلقًا، بل في ذلك تفصيلٌ:
فمَن علَّق
التَّميمةَ أو تمسَّح بالضَّريح يعتقد في ذلك جلْبَ النَّفْع ودفْعَ الضُّرِّ من
دون الله؛ فهذا شِرْكٌ.
ومَن فَعَله يعتقده
سببًا من الأَسْباب فقط مع اعتقاده أَنَّ جلْبَ النَّفْع ودفْعَ الضُّرِّ من الله؛
فهو مُحرَّمٌ، ووسيلةٌ من وسائل الشِّرْك.
ومَن فَعَل ذلك
جاهلاً بُيِّن له، وأُرْشِد، فإِن اسْتمرَّ بعد ذلك؛ مُنِع منه بالقُوَّة.