×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

وكثْرةُ من يفعله ليست حُجَّةً ﴿وَإِن تُطِعۡ أَكۡثَرَ مَن فِي ٱلۡأَرۡضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ [الأنعام: 116].

وأَمَّا كون التَّكْفير فيه قسْوةٌ وخُطورةٌ؛ فذلك لا يمنع من إِطْلاقه على من اتَّصف به، وعلماء الدَّعْوة - والحمد لله - لا يُكفِّرون إلاَّ من كفَّره الله ورسولُه.

وأَمَّا قول الأُسْتاذ: «إِنَّه بعد أَن انْتشَر العلْمُ في المُجتمَعِ الإِسْلاميِّ وخلصت العقول من تصوُّرات الجهل؛ ذهبتْ أَوْ كادتْ تذهب كلُّ هذه الصُّوَر التي كانت تعيش في المُجتمَع الإِسْلاميِّ؛ من تعظيم القبور، والتَّمسُّح بالأَضْرحة»؛ فهذا كلامٌ ينقضه الواقعُ، وما قبْر أَحْمَدِ البدويِّ، ومشهدُ الحُسين، وغيرهما... وما يفعل عند هذه الأَضْرحة الآن من الشِّرْك الأَكْبَر بخافٍ على الأُسْتاذ، ولا بعيدٍ عن بلده.

12- قد أَكْثر الأُستاذ من وصْف الدَّعْوة بالحِدَّة والعُنْفِ والمبالغةِ والغُلُوِّ والتَّعصُّبِ والخطأِ في أُسْلوبها، وهذه صفاتٌ ذميمةٌ قد برَأَ الله الدَّعْوة منها، فهي ولله الحمد دعوةٌ حكيمةٌ صافيةٌ مبنيةٌ على العلْم النَّافعِ والجهادِ الصَّادقِ والصَّبْرِ، أُسْوةً برسول الله صلى الله عليه وسلم وترسُّمًا لخُطَاه.

وسأَنْقُل فِقْراتٍ ممَّا كتَبَه الأُسْتاذ في صفحاتٍ متعدِّدةٍ ما كان ينبغي له أَنْ يكتبَها:

ففي (ص: 74) يقول: «بدأَتِ الدَّعْوة حادةً عنيفةً مطبوعةً بطابع التَّطرُّف والمُغالاةِ... فلقد بدَأَتِ الدَّعْوةُ بما كان يجب أَنْ تنتهي إِلَيه، بل بأَكْثر ممَّا كان يجب أَنْ تنتهي إِلَيه، وبدَأَتْ بإِنْكار المُجتمَع كلِّه».

ويقول في (ص: 76): «كان ينبغي أَنْ تسلك الدَّعْوة مسلكًا أَسْلمَ عاقبةً من هذا، لو أَنَّها بدَأَتْ أَقَلَّ عُنْفًا ممَّا كانتْ عليه».


الشرح