الجوابِ الثَّاني: أَنَّ الرَّسُولَ صلى الله
عليه وسلم أَمَرَنا باتِّباعهم بقوله: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ
الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي» ([1]). وقال عن الفِرْقةِ
النَّاجيةِ: «هُمْ مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَومَ وَأَصْحَابِي»
([2]).
وأَثْنَى الله على
مَنِ اتَّبَعَهم ورَضِيَ عنه معهم، فقال سبحانه ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ
وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ﴾ [التوبة: 100].
والإِمَامُ مَالِكُ
بْنُ أَنَسٍ رحمه الله يقول: «(لاَ يُصْلِح آخِرَ هذه الأُمَّةِ إلاَّ ما أَصْلح
أَوَّلَها»).
فيجب اتِّباعهم،
والأَخْذُ بأَقْوالِهم، لا سيَّما في العقيدة؛ لأَنَّ قولهم حُجَّةٌ؛ كما هو
مُقرَّرٌ في الأُصُول.
التَّعْقيبُ الحادي
عشر: في (ص: 53- 54) وَصَف الكوثريَّ بأَنَّه مُحقِّق، ونَقَل كلامًا له ذَكَر
فيه أَنَّ عِدَّةً مِن أَحْبار اليهود ورُهْبانِ النَّصارى وموابذةِ المجوس
بَثُّوا بيْن أَعْراب الرُّواة من المسلمين أَسَاطيرَ وأَخبارًا في جانب الله فيها
تَجْسِيمٌ وتَشْبِيهٌ، وأَنَّ المَهْدِيَّ أَمَر علماءَ الجَدَل من المتكلِّمين
بتصنيف الكتُب في الرَّدِّ على المُلْحِدين والزَّنادقةِ، وأَقَاموا البَرَاهينَ،
وأَزَالوا الشُّبَهَ، وخَدَموا الدِّينَ.
هكذا وَصَف الكوثريُّ رُواةَ الإِسْلام بأَنَّهم أَعْرابٌ، راجتْ عليهم أَسَاطيرُ اليهود والنَّصارى والمجوسِ!! وهذه الأَسَاطيرُ - بزعمه - هي الأَخْبار المُتضمِّنةُ لأَسْماء الله وصفاتِه؛ لأَنَّها تُفِيد التَّشْبيهَ والتَّجْسيمَ
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4607)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).