×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

التَّعْقيبُ الثَّلاثون: في (ص: 150 و157) أَدْخَلَ تحت بِدْعةِ التَّزيُّدِ في العبادة الأَذَانَ الأَوَّلَ ليوم الجمعة الذي أَمَرَ به عُثْمَانُ رضي الله عنه لمَّا دَعَتِ الحاجةُ إِلَيه.

وهذا منه خطأٌ واضحٌ، فإِنَّ عُثْمَانَ رضي الله عنه مِن الخُلَفَاءِ الرَّاشدين، وقد قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ» ([1])؛ ففِعْلُه هذا يُعدُّ سُنَّةً لا بِدْعةً وتزيُّدًا حاشاه من ذلك رضي الله عنه وأَرْضاه.

وهذا يُنسِينا ما قاله في حقِّ شيخِ الإِسْلام ابْنِ تَيْمِيَّةَ: أَنَّه ابْتَدَعَ التَّفْريق بيْن حالة الحياة والموت، إِذْ إِنَّ الخَلِيفَةَ الرَّاشدَ عنده قد ابْتَدَعَ في الدِّين.

التَّعْقيبُ الواحدُ والثَّلاثون: في (ص: 160) خلْطٌ بين علْم الكلام والفَلْسَفَةِ، وانْتَقَد شيْخَ الإِسْلام ابْنَ تَيْمِيَّةَ حيث أَجَازَ مُناظرةَ المُتكلِّمين بمِثْلِ مُصْطلحاتِهم، مع أَنَّه يُنكِر على الغَزَالِيِّ انْشغالَه بالفَلْسَفَةِ، وكأَنَّه لا يدري أَنَّ علْم الكلام غيرُ الفَلْسَفَة، وأَنَّ بيْنهما فرقًا واضحًا!!.

وقد انْتَقَدَ شيخَ الإِسْلام أَيْضًا في (ص: 162 و163) من ناحية أَنَّه يُحذِّر مِن الإِقْبال على علْم الكلامِ والمَنْطِقِ، وهو قد تضلَّع فيهما ونَاظَرَ بِهما.

والجواب عن ذلك: أَنَّه رحمه الله يُحذِّر من الاشتغال بذلك مَنْ هُمْ على غير مستوًى علْميٍّ جيِّدٍ يُمكِّنهم من التَّخلُّص من أَضْرار علم الكلام، ولأَنَّ ذلك يشغل عن تعلُّم الكتابِ والسُّنَّةِ، فأَيُّ انْتقادٍ يُوجَّه إِلَيه في ذلك إلاَّ مِن صاحب هوًى وحِقْدٍ؟!


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (4607)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).