×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

فالتَّبَرُّك بغير الله شِرْكٌ؛ إلاَّ التَّبَرُّكَ بشَعْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ووَضُوئِه، فهذا خاصٌّ به صلى الله عليه وسلم ؛ لأَنَّ الله جَعَلَه مُباركًا، ولا يُمكن ذلك إلاَّ في حالة حياته ووُجودِه، ولمْ يكن الصَّحابةُ يتبَرَّكون بمِنْبَره أَوْ بقبْرِه ولا حُجْرتِه، وهُمْ خيْر القُرون وأَعْلم الأُمَّة بما يحلُّ وما يحرُم، فلو كان جائزًا؛ لَفَعَلُوه.

وبعد أَنِ انْتَهَيْنا من ردِّ ما نَسَبَه إِلَى شيخ الإِسْلامِ ابنِ تَيْمِيَّةَ ننتقل إِلَى ردِّ ما نَسَبَه إِلَى الشَّيْخ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ، فنقول:

ثانيًا: ما نَسَبَه إِلَى شيخِ الإِسْلام مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ:

1- عدَّ دعْوةَ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ نحْلةً ومذهبًا مُحْدَثًا مُستقِلًّا أَطْلَقَ عليه لفْظَ الوهَّابيَّة وعدَّه مِن جُمْلة المذاهبِ الضَّالَّةِ التي أَدْرَجَها تحت عُنْوان: «مذاهب حديثة»: وهي الوهَّابيَّة، البهائِيَّة، والقاديانيَّة.

ومن المعلوم وواقعِ دعْوة الشَّيخ أَنَّه ليس صاحبَ مذهبٍ جديدٍ، وإِنَّما هو في العقيدة على مذهب السَّلَف أَهْلِ السُّنَّةِ والجماعةِ، وفي الفروع على مذهب الإِمَامِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ رحمه الله ولم يستقِلَّ ولا بمسأَلَةٍ واحدةٍ عن هؤُلاءِ.

فكيف يعدُّه أَبُو زَهْرَةَ صاحبَ مذهبٍ جديدٍ، ويُدْرِجُه ضِمْن المذاهبِ الضَّالَّةِ والنِّحَلِ الفاسدةِ؟!! قَاتَلَ الله الجهْلَ والهوى والتَّقْليدَ الأَعْمى.

وإِذَا كان هو يعيب على الوهَّابيَّة ما توهَّمه مِن تكفيرهم للنَّاس، فكيف يُبِيح لنفْسِه هذا الذي عابه على غيره؟ !

2- ثُمَّ قال: «ومُنشِئُ الوهَّابيَة هو مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ، وقدْ دَرَسَ مُؤَلَّفات ابنِ تَيْمِيَّةَ، فرَاقَتْ في نظره، وتعمَّق فيها، وأَخْرجَها مِن حيز النَّظر إِلَى حيز العمل».


الشرح