×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

وترك الإِجَابة؛ بدليل ما روى سَالِمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛ قال: أَعْرسْتُ في عَهْدِ أَبِي أَيُّوبَ، فآذَنَ أَبِي النَّاسَ، فَكَانَ أَبُو أَيُّوبَ فِيمَنْ آذَنَ، وَقَدْ سَتَرُوا بَيْتِي بِخِبَاءٍ أَخْضَرَ، فَأَقْبَلَ أَبُو أَيُّوبَ، فَاطَّلَعَ، فَرَأَى الْبَيْتَ مُسْتَتِرًا بِخِبَاءٍ أَخْضَرَ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ! أَتَسْتُرُونَ الْجُدُرَ؟ قَالَ أَبِي -واسْتَحْيَى-: غَلَبَتْنَا النِّسَاءُ يَا أَبَا أَيُّوبَ! قَالَ: مَنْ خَشِيْتَ أَنْ يَغْلِبْنَهُ فَلَمْ أَخْشَ أَنْ يَغْلِبَنْكَ. ثُمَّ قَالَ: لاَ أَطْعَمُ لَكُمْ طَعَامًا، وَلاَ أَدْخُلُ لَكُمْ بَيْتًا، ثُمَّ خَرَجَ. رواه الأَْثْرَمُ.

ورُوِيَ عن عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيدِ الخطميِّ: أَنَّه دُعِيَ إِلَى طَعَامٍ، فَرَأَى البَيْتَ مُنَجِّدًا، فَقَعَدَ خَارِجًا وَبَكَى؛ قِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلاً قَدْ رَقَّعَ بُرْدَةً بِقِطْعَةِ أَدَمٍ، فَقَالَ: «تَطَالَعَتْ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا» ثَلاَثًا، ثُمَّ قَالَ: «أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ أَمْ إِذَا غَدَتْ عَلَيْكُمْ قَصْعَةٌ وَرَاحَتْ أُخْرَى، وَيَغْدُوا أَحَدُكُمْ فِي حِلَّةٍ وَيَرُوحُ فِي أُخْرَى، وَتَسْتُرُونَ بُيُوتَكُمْ كَمَا تُسْتَرُ الْكَعَبَةُ؟» قَالَ عَبْدُ اللهِ: أَفَلاَ أَبْكِي وَقَدْ بَقِيْتُ حَتَّى رَأَيْتُكُمْ تَسْتُرُونَ بُيُوتَكُمْ كَمَا تُسْتَرُ الْكَعَبَةُ؟

وقد روى الخَلاَّلُ بإِسْناده عن ابْنِ عَبَّاسٍ وعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ نَهَى أَنْ تُسْتَرَ الْجُدُرُ.

ورَوَتْ عَائِشَةُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَأْمُرْنَا فِيمَا رُزِقْنَا أَنْ نَسْتُرَ الْجُدُرَ». انتهى.

الوجْهِ الثَّامنِ: قولُه: «وإِنَّا لَنَجِدُ فوق ذلك منهم مَن يَعُدُّ قولَ «سيِّدنا محمد» بِدْعةٌ لا تجوز، ويغْلُون في ذلك غُلُوًّا شديدًا».

والجواب عن ذلك أَنْ نقول: هذا كَذِبٌ مِن القول، فعلماء الدَّعْوة يُثْبِتُون ما ثَبَتَ للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِن الصِّفاتِ الكريمةِ، ومنها أَنَّهم يعتقدون أَنَّه


الشرح