الدليل السابع:
أنَّ هذا الكِتَابَ
لَمْ يَرِدْ ذِكْرُهُ في مؤلَّفات الشَّيخِ؛ فكلُّ الَّذين كَتَبُوا عن الشَّيخ
قديمًا وحديثًا، وذكروا مؤلَّفاته، لم يذكروا هذا الكتاب منها، وَمِنْ أَوْثَقِ
هؤلاء وَأَقْدَمِهِمُ الشَّيخُ حُسَيْنُ بْنُ غَنَّامٍ، وهو من تَلامِيذِ
الشَّيْخِ الَّذِينَ أَخَذُوا العِلْمَ عنه، وأرَّخ لدعوته، وَسِيرَتِهِ، في كتابه
المشهور «روضة الأفكار والأفهام»، وذكر مؤلَّفات الشَّيخ، ورسائله، ولم يذكر هذا
الكتاب منها، وقد عاش بعد الشَّيخ، وأرَّخ لوفاته، ورثاه لمَّا مات؛ حتَّى لا
يقال: لعلَّ كتابة ابن غنَّام متقدِّمة، وهذا الكتاب جاء بعدها.
وكذلك الشَّيخ عبد
الرَّحمن بن قاسم لم يذكر هذا الكتاب في مؤلَّفات الشَّيخ، لمَّا ترجم له في كتاب «الدُّرر
السَّنيَّة» وذكر مؤلَّفاته، وقد قرأ هذا الكتاب وهذه التَّرجمة على أكابر علماء
نجد، من ذرِّيَّة الشَّيخ، وغيرهم؛ وهم الشَّيخ محمَّد بن عبد اللَّطيف، والشَّيخ
محمَّد بن إبراهيم، والشَّيخ سعد بن حمد بن عتيق، والشَّيخ عبد الله بن عبد العزيز
العنقريُّ، وكتبوا عليه تقريظات، ولو كان هذا الكِتَابُ: «أَحْكَامُ تمنِّي الموت»
مِنْ مؤلَّفات الشَّيخ، لاستدركوه عليه، وأمروه بذكره؛ فهذا دليل قاطع على أنَّه
ليس منها.
الدليل الثامن:
أنَّ مجرَّدَ وَضْعِ
اسم شخص على كتاب، لا يدلُّ على أنَّه من تأليفه، بل قد يوضع خطأ، أو دسًّا عليه،
في حين أنَّ الَّذي وضع اسم محمَّد بن عبد الوهَّاب على هذا الكتاب لم يقل: إنَّه
من تأليفه. وإنَّما قال: هذا الكتاب بخطِّه.