الدليل الثالث:
أنَّ هذا الكِتَابَ
يَشْتَمِلُ عَلَى أَشْيَاءَ تتعارض مع دعوة الشَّيخ محمَّد بن عبد الوهَّاب؛ وذلك
مثل الكلام في الرُّوح، وتلقين الميِّت بعد الدَّفن، والقراءة على القبور؛ حيث
إنَّ الشَّيْخَ وتلامِيذَهُ وأتباعه يَعْتَبِرُونَ هذه الأشياء مِنَ البِدَعِ
المحرَّمَةِ... انظر: «الدُّرر السَّنيَّة في الأجوبة النَّجديَّة» (3/ 249، 279).
وَسَنَنْقُلُ فيما يأتي بعض عباراتهم في ذلك.
الدليل الرابع:
أنَّ الكِتَابَ
يَشْتَمِلُ على أحاديث غير ثابتة عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ولا يَلِيقُ
بالشَّيخ أن يرتضيها، أو يستدلَّ بها، وهو المعروف بالتَّثبُّت، واليَقَظَةِ، والمُدَافَعَةِ
عن السُّنَّةِ، والتَّحْذِيرِ مِنْ مِثْلِ هذه الأحاديث، والأَمْرِ بالاقتصار على
ما صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومِنْ هَذِهِ الأَحَادِيثِ حَدِيثُ التَّلقين بعد الدَّفن، وقد ورد ذكره في هذا الكتاب (ص 19)، ونصُّه: أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذَا مَاتَ أَحَدٌ مِنْ إِخْوَانِكُمْ، فَسَوَّيْتُمُ التُّرَابَ عَلَيْهِ، فَلْيَقُمْ أَحَدُكُمْ عَلَى رَأْسِ قَبْرِهِ، ثمَّ يقول: يا فُلانُ بْنَ فُلانَةَ؛ فَإنَّهُ يَسْمَعُهُ، وَلا يُجِيبُ، ثمَّ لْيَقُلْ: يَا فُلانُ بْنَ فُلانَةَ؛ فإنَّه يَسْتَوِي قَاعِدًا، ثُمَّ يَقُولُ: يَا فُلانُ بْنَ فُلانَةَ؛ فإنَّه يَقُولُ: أَرْشِدْنَا -رَحِمَكَ اللهُ- وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ، فَلْيَقُلْ: اذْكُرْ مَا خَرَجْتَ عَلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا، شَهَادَةَ أَنْ لا إِلَهَ إلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَأنَّكَ رَضِيتَ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، وَبِالقُرْآَنِ إِمَامًا؛ فَإِنَّ مُنْكَرًا وَنَكِيرًا يَأْخُذُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِيَدِ صَاحِبِهِ وَيَقُولُ: انْطَلِقْ، مَا نَقْعُدُ عِنْدَ مَنْ لُقِّنَ حُجَّتَهُ، فَيَكُونُ اللهُ حَجِيجُهُ دُونَهُمَا».