والطَّريقة السُّنِّيَّة؛
لأنَّ ذلك جمع بين المتضادَّات، خصوصًا بالنَّظر إلى ما آل إليه التَّصوُّف من
انحراف عن الدَّعوة السَّلفيَّة، والطَّريقة السُّنِّيَّة. ومن ناحية أخرى، ففي
الطَّريقة السُّنِّيَّة غنى عن الطَّريقة الصُّوفيَّة.
وأيضًا التَّصوُّف
المعروف الآن هو التَّصوُّف المنحرف، والشَّيخ حسن البنَّا حينما قال ذلك؛ فهو لا
يعيش في زمن إبراهيم بن أدهم، والجُنيد، والفُضَيل، وإنَّما يعيش في زمن
الصُّوفيَّة المنحرفين، والتَّصوُّف الموجود الآن في جميع العالم الإِسلاميِّ
غالبه ليس هو تصوُّف ابن أدهم، وأقرانه.
ومعلوم أنَّنا إذا
فتحنا الباب لهذا اللَّون، وأدخلناه في منهجنا، فإنَّه سيتمشَّى مع التَّصوُّف
المعاصر، شئنا أم أبينا، وإذا كان أَوَائِلُ الصُّوفيَّة لم ينحرفوا عن منهج
الكتاب والسُّنَّة كما قال البهنساويُّ، فهذا لا يسوِّغ الدَّعوة إلى الطَّريقة
الصُّوفيَّة، بعد معرفتنا لما آلت إليه من انحراف وشذوذ.
وكلام شيخ الإسلام
ابن تيميَّة عن أوائل الصُّوفيَّة لا يؤخذ منه مدح الطَّريقة الصُّوفيَّة،
والدَّعوة إليها، ولا ينسحب على كلِّ الصُّوفيَّة، حتَّى يُستَغَلَّ هذا الاستغلال
السَّيِّئ، والشَّيخ تقيُّ الدِّين عقَّب كلامه هذا الَّذي نقله عنه البهنساويُّ بقوله:
«فهذا أصل التَّصوُّف، ثمَّ إنَّه بعد ذلك تشعَّب، وتنوَّع». انتهى.
هذا ما أردنا
التَّعقيب به على كلمة المستشار سالم البهنساويِّ؛ لأجل بيان الحقِّ، والله يقول
الحقَّ، وهو يهدي السَّبيل.
وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد، وآله، وصحبه، وسلَّم.
*****
الصفحة 17 / 427