×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

إلى أن قال: «لكنَّ هذا الاستسقاء والاستشفاع والتَّوسُّل به وبغيره كان يكون في حياته؛ بمعنى أنَّهم يطلبون منه الدُّعاء، فيدعو لهم، فكان توسُّلهم بدعائه، والاستشفاع به: طلب شفاعته، والشَّفاعة دعاء، فأمَّا التَّوسُّل بذاته في حضوره أو مغيبه أو بعد موته، مثل الإِقسام بذاته، أو بغيره من الأنبياء، أو السُّؤال بنفس ذواتهم، لا بدعائهم، فليس هذا مشهورًا عند الصَّحابة، والتَّابعين...».

إلى أن قال: «وأمَّا بعد موته، فلم يكن الصَّحابة يطلبون منه الدُّعاء؛ لا عند قبره، ولا عند غير قبره؛ كما يفعله كثير من النَّاس عند قبور الصَّالحين؛ يسأل أحدهم الميِّت حاجته».

سادسًا: يسوِّغ البهنساويُّ إدخال التَّصوُّف في منهج الإِخوان المسلمين تَبعًا لما قاله الشَّيخ حسن البنَّا؛ حيث قال: «إنَّ مَنْهَجَ الإِخوان المسلمين دَعْوَةٌ سَلَفيَّةٌ، وَطَرِيقَةٌ سُنِّيَّةٌ، وحقيقة صوفيَّة».

ويردُّ على الَّذين انتقدوا التَّصوُّف وقالوا: إنَّه داء عضال، وسُمٌّ قاتل، يجب على المسلم أن يغيِّره بيده، أمَّا تمجيده، وأن ندعو إلى إقامة ديننا عليه، فلا يقبله مسلم.

يردُّ البهنساوي هذا الانتقاد بأنَّ مُرَادَ حَسَنِ البنَّا هو التَّصوُّفُ الَّذي يتَّفق مع تصوُّف إبراهيم بن أدهم، وليس مراده بالتَّصوُّف التَّصوُّف المذموم، ثمَّ ينقل قطعة من كلام شيخ الإسلام ابن تيميَّة في بيان آراء النَّاس في الصُّوفيَّة، وأنَّ الصَّوَابَ أنَّهم مجتهدون في طاعة الله، كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله... إلى آخر ما نقله.

وتعقيبنا على ذلك أن نقول: نحن مع الَّذين انتقدوا حسن البنَّا في إدخاله الفكر الصُّوفيِّ في منهج الإِخوان، وخلطه له مع الدَّعوة السَّلفيَّة، 


الشرح