فإن جاوز ما يجده من
الغلِّ إلى شتم أحد منهم، فقد انقاد للشَّيطان بزمام، ووقع في غضب الله، وسخطه،
وهذا الدَّاء العضال يصاب به من ابتلي بمعلِّم من الرَّافضة، أو صاحب من أعداء خير
الأمَّة الَّذين تلاعب بهم الشَّيطان، وزيَّن لهم الأكاذيب المختلفة، والأقاصيص
المفتراة، والخرافات الموضوعة، وصرفهم عن كتاب الله الَّذي لا يأتيه الباطل من بين
يديه، ولا من خلفه». انتهى كلام الشَّوكانيِّ.
وإنَّما نقلته بعد
ما ذكرته في مطلع هذه الكلمة، من مكانة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في
عقيدة المسلمين؛ من حبِّهم، وإجلالهم، والعمل بوصيَّة الله، ووصيَّة رسوله،
باحترامهم، والاستغفار لهم، وتطهير القلوب والألسنة من سبِّهم والوقيعة فيهم،
وتجنيب ما دسَّ في بعض كتب الضَّلال، أو الكتب غير المعتمدة، من تنقُّصهم
بالحكايات المكذوبة، والأخبار الملفَّقة.
أقول: إنَّما ذكرت ذلك،
ونقلت ما نقلت، بمناسبة ما نشرته جريدة «الشَّرق الأوسط» (بتاريخ 29/ 4/ 1408 هـ)
في صفحة: «دين وتراث»، في زاوية: «قضيَّة ورأي»، بقلم محمَّد حسن الرِّيفيِّ، تحت
عنوان: «بين معاوية والأنصار»، حيث أورد الكاتب حكاية مكذوبة، تتضمَّن أنَّ بَعْضَ
الأنصار تنقَّصوا معاوية رضي الله عنه في مقابلةٍ جرت بينهم لمَّا قدم المدينة؛
حيث لَمَزَهُ بعضهم -كما تقول الحكاية- بالحرب الَّتي جرت في طلب أبي سفيان والد
معاوية وأصحابه في بدر، وأنَّ مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه سَكَتَ مُفْحَمًا، ولمزه
بعضهم بأنَّه لم يأمنه الله ورسوله على كتابة الوحي.
ويعلِّق الكاتب
بأنَّ أبا سفيان كان مشركًا، ثمَّ أسلم، وأصبح من المؤلَّفة قلوبهم، وأنَّ
مُعَاوِيَةَ كان رَأْسَ الفتنة الباغية، واتَّهمه في موقفه من صحابة رسول الله؛
يعني: الأنصار الَّذين قابلوه!!