×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

 ولم يَدْرِ أنَّ فرعون اللَّعين تظاهر لقومه بالنُّصح والشَّفقة حينما قال لهم يحذِّرهم من اتِّباع موسى عليه السلام: ﴿إِنِّيٓ أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمۡ أَوۡ أَن يُظۡهِرَ فِي ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡفَسَادَ [غافر: 26].

فما كلُّ مَن تظاهر بالمناصَحة والغيرة يكون صادقًا، ويكفينا ما جاء في الكتاب والسُّنَّة من التَّحذير من المنكرات والمعاصي، وبيان العقوبات المترتِّبة عليها؛ ففي ذلك الكفاية لأهل الإِيمان.

هذا وربَّما يسأل سائل: ما هو الهدف الَّذي يقصده صاحب هذه الوصيَّة؟ وما هو الدَّافع لقيامه بافترائها وترويجها؟

والجواب: أنَّ هَدَفَهُ من ذلك تَضْلِيلُ النَّاس عن كتاب ربِّهم، وسنَّة نبيِّهم، وَصَرْفُهُم إلى الخرافات، والحكايات المكذوبة؛ فإذا صدَّقوا في هذه، وراجت بينهم، اخترع لهم أخرى وأخرى، حتَّى ينشغلوا بذلك عن الكتاب والسُّنَّة، فيسهل الدَّسُّ عليهم، وتغيير عقائدهم؛ فإنَّ المسلمين ما داموا متمسِّكين بكتاب ربِّهم وسنَّة نبيِّهم؛ فلن يستطيع المضلِّلون صرفهم عن دينهم، لكنَّهم إذا تركوا الكتاب والسُّنَّة وصدَّقوا الخرافات والحكايات والرُّؤى الشَّيطانيَّة، سهل قيادهم لكلِّ مضلِّل، ومُلْحِدٍ.

وقد يكون مِنْ وراء ذلك مُنَظَّمَاتٌ سِرِّيَّةٌ من الكفَّار، تعمل على ترويج هذه المفتَرَيات؛ لصرف المسلمين عن دينهم.

وممَّا يدلُّ على ذلك أنَّ هذه الخرافة موجودة منذ قرن من الزَّمان، ويبعد أن يكون مُخْتَرِعُهَا على قيد الحياة؛ فلولا أنَّ هناك من يعمل على ترويجها مِنْ بعده، لم تظهر.

فإيَّاكم أيُّها المسلمون والتَّصديق بهذه المفتريات، ولا يكن لها رواج بينكم، واسألوا أهل العلم عمَّا أشكل عليكم، ومن رأيتموه يكتب هذه


الشرح