×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

 الوصيَّة المكذوبة ويروِّجها، فبلِّغوا عنه أهل العلم، وبلِّغوا عنه أهل الحسبة والسُّلطة؛ للأخذ على يديه، وردعه، وكفِّ شرِّه عن المسلمين.

إنَّ أَعْدَاءَ الله ورسوله من الكفَّار والمنافقين وشياطين الجنِّ والإنس دائمًا يحاولون صرف النَّاس عن الدِّين الحقِّ إلى الدِّين الباطل، وعن طريق الجنَّة إلى طريق النَّار، وعن اتِّباع الرُّسل إلى اتِّباع الشَّياطين والمضلِّين، فكانوا يحرِّفون شرائع الأنبياء، ويغيِّرون الكتب المنزَّلة على الرُّسُل؛ كما فعلوا في التَّوراة، والإنجيل.

ولمَّا بعث الله خاتم النَّبيِّين محمَّدًا صلى الله عليه وسلم، وأنزل عليه القرآن العظيم، والشَّرع القويم، تكفَّل - سبحانه - بحفظ القرآن العظيم من التَّغيير، والتَّبديل، فقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ [الحجر: 9]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلذِّكۡرِ لَمَّا جَآءَهُمۡۖ وَإِنَّهُۥ لَكِتَٰبٌ عَزِيزٞ ٤١ لَّا يَأۡتِيهِ ٱلۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ تَنزِيلٞ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ [فصلت: 41، 42].

وحفظ سنَّة نبيِّه صلى الله عليه وسلم من كذب الكذَّابين؛ بما أقام عليها من الحرَّاس الأمناء، وصفوة العلماء، الَّذين حفظوها، ونقلوها بأمانة، ونفَوْا عنها كلَّ ما حاول إدخاله فيها الكذَّابون، والدَّجَّالون، فوضعوا الضَّوابط والقواعد الَّتي يُعْرَف بها الحديث الصَّحيح من الحديث المكذوب، ودوَّنوا الأحاديث الصَّحيحة، وحَمَوْهَا، وحشروا الأحاديث المكذوبة، وحذَّروا منها.

فلمَّا لم يجد أعداء الله ورسوله لهم منفذًا للدَّسِّ في كتاب الله وسنَّة رسوله، لجأوا إلى محاولة صرف النَّاس عن الكتاب والسُّنَّة، وإشغالهم بالحكايات المكذوبة، والمنامات المزوَّرة، الَّتي تشمل على التَّرغيب والتَّرهيب والوعود الكاذبة الَّتي تُغْري وتغرُّ ضعاف الإِيمان والجهلة،


الشرح