كان الأولى بالدُّكتور أن
يقول: بيِّنوا لأولادكم وجوب محبَّة الرَّسول صلى
الله عليه وسلم، ونمُّوها في قلوبهم؛ ببيان صفاته، وخصائصه، وما جاء على يديه من
هداية الأمَّة، وإخراجها من الظُّلمات إلى النُّور، وإنقاذها من الخرافات والبدع
والشِّركيَّات، إلى التَّوحيد الخالص، والعقيدة الصَّحيحة.
2- لماذا اقتصر
معاليه على محبَّة الرَّسول صلى الله عليه وسلم ولم يذكر محبَّة الله تعالى الَّتي
هي الأصل الَّذي تَتْبَعُهُ محبَّة الرَّسول صلى الله عليه وسلم ؟! لماذا يذكر
الفرع ويترك الأصل؟! ألم تكن محبَّة الرَّسول صلى الله عليه وسلم تأتي بعد محبَّة
الله تعالى في الكتاب والسُّنَّة؛ كقوله تعالى: إلى قوله تعالى: ﴿أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ
ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ﴾ [التوبة: 24]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «ثَلاَثٌ
مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِْيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ
وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا...» ([1]) الحديث؟!
وقال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ
أَشَدُّ حُبّٗا لِّلَّهِۗ﴾ [البقرة: 165]، ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ
ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ﴾ [آل عمران: 31].
3- ما علاقة محبَّة الرَّسول صلى الله عليه وسلم بابتداع الاحتفال في اليوم الَّذي يقُال: إنَّه اليَوْمُ الذي وُلِدَ فيه، وهو اليوم الثَّاني عشر من ربيع الأوَّل، حيث ذكر معالي الدُّكتور ذلك في كتابه، ودعا إليه من صفحة (95) إلى صفحة (103)، وحاول في هذه الصَّفحات أن يسوِّغ هذا الاحتفال؛ دون أن يبرز دليلاً صحيحًا واحدًا، أو استدلالاً صحيحًا على ما قال، سوى أنَّه عَادَةٌ أَحْدَثَهَا بعض النَّاس؛ ﴿إِنَّا وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰٓ أُمَّةٖ وَإِنَّا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم مُّهۡتَدُونَ﴾ [الزخرف: 22].
([1])أخرجه: البخاري رقم (16)، ومسلم رقم (43).