ولسنا بصدد مناقشة
الشُّبُهات الَّتي ذكرها هنا؛ لأنَّ هذا له موضع آخر، وقد نوقِشَت والحمد لله في
أكثر من كتاب، وبُيِّنَ أنَّ الاحْتِفَالَ بالمولد بِدْعَةٌ مُحْدَثَةٌ.
ونحن نسأل معالي
الدُّكتور: هل شرع الرَّسول صلى الله عليه وسلم هذا الاحتفال لأمَّته، أو هو شيءٌ
محدَث بعده؟ وقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا مَا
لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» ([1])، وهل فعله صحابته
وخلفاؤه الرَّاشدون الَّذين لا يسوِّيهم أحدٌ في محبَّته صلى الله عليه وسلم ؟!
هل كانوا مقصِّرين
في محبَّته حين لم يفعلوه؟ لا؛ بل إنَّهم لم يفعلوه؛ لأنَّه بِدْعَةٌ، وقد نهى صلى
الله عليه وسلم عن البدع، وفعل البدعة معصية له صلى الله عليه وسلم، يتناقض مع
محبَّته؛ لأنَّ محبَّتَهُ تَقْتَضِي متابعته، وَتَرْكَ ما نهى عنه.
فيا معالي
الدُّكتور! كيف نعلِّم أولادنا محبَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ ندعوهم
لمخالفته بفعل البدع؟! أليس هذا تناقضًا؟! ليتك قلت: علِّموهم متابعة رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وانهوهم عن مخالفته، وألزموهم بطاعته؛ كما قال صلى الله عليه
وسلم: «مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعٍ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا
لِعَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» ([2]).
4- ما علاقة تحديد المكان الَّذي وُلِد فيه الرَّسول صلى الله عليه وسلم بموضوع محبَّته؟ حيث شغل الدُّكتور حيِّزًا كبيرًا من كتابه في البحث عن تحديده من صفحة (179) إلى (191)، وأتبع فكره وقلمه في ذلك بما لا جدوى من ورائه، ولم يكلّف بمعرفته.
([1])أخرجه: البخاري رقم (2697)، ومسلم رقم (1718).