×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

أَوۡفَىٰ بِعَهۡدِهِۦ مِنَ ٱللَّهِۚ فَٱسۡتَبۡشِرُواْ بِبَيۡعِكُمُ ٱلَّذِي بَايَعۡتُم بِهِۦۚ وَذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ [التوبة: 111] الآية».

ثمَّ ساق الحديث بسنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: «مَنْ سَلَّ سَيْفَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَقَدْ بَايَعَ اللهَ». وساق الحديث عن ابن عبَّاس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحَجَر الأسود: «مَنِ اسْتَلَمَهُ، فَقَدْ بَايَعَ اللهَ تَعَالَى»، ثمَّ قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ [الفتح: 10].

فالآية الكريمة إنَّما تدلُّ على أنَّ مبايعة الرَّسول صلى الله عليه وسلم هي بمنزلة مبايعة الله عز وجل لا أنَّها عين مبايعة الله؛ بدليل أنَّه ذكر مبايَعتين: مبايعة الرَّسول، ومبايعة الله؛ فدلَّ على التَّغاير؛ كقوله تعالى: ﴿مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ [النساء: 80]، فذكر طاعتين، وهذا واضح بحمد الله لكلِّ من تأمَّله.

والَّذي نريده من معالي الدُّكتور تجنُّب هذه الإِيهامات الَّتي قد يُفْهَم منها خلاف المقصود، وتكون سببًا لبلبلة الأفكار. والله الموفِّق، لا رَبَّ لنا سواه، ولا نعبد إلاَّ إيَّاه.

وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد، وعلى آلِهِ، وأصحابه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

                        *****


الشرح