×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

وأقول: هذا من الغلوِّ الَّذي نهى عنه الرَّسول صلى الله عليه وسلم ؛ إذ كيف يقف عند السَّلام على الرَّسول كما يقف في الصَّلاة أمام الرَّبِّ سبحانه؟

7- ثمَّ بعد ما ذكر الدُّكتور صفة السَّلام على الرَّسول صلى الله عليه وسلم وعلى أبي بكر وعمر، قال: «ثمَّ يدعو لنفسه ووالديه ولمن أوصاه بالدُّعاء ولجميع المسلمين».

وهذا الَّذي قاله الدُّكتور لا دليل عليه من الكتاب والسُّنَّة، ولا من عمل الصَّحابة والتَّابعين لهم بإحسان، فلم يكونوا يتحرَّوْنَ الدُّعاء عند قبر الرَّسول صلى الله عليه وسلم.

قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله: «الصَّحابة إذا أراد أحدهم أن يدعو لنفسه، استقبل القبلة، ودعا في مسجده، لا يقصدون الدُّعاء عند الحجرة».

وقال أيضًا: «لم يقل أحدٌ من العلماء: إنَّ الدُّعاء مستجابٌ عند قبره، ولا أنَّه يستحبُّ أن يتحرَّى الدُّعاء متوجِّهًا إلى قبره، والمشروع عند زيارة القبر السَّلام، والدُّعاء للميِّت فقط».

8- ثمَّ قال الدُّكتور: «ويستحبُّ أن يزور شهداء أحد يوم الخميس، ويقرأ آية الكرسيِّ، وسورة الإِخلاص».

ونحن نسأل الدُّكتور: بأيِّ دليل خصَّصت يوم الخميس لزيارة الشُّهداء؟! وما دليلك على مشروعيَّة قراءة آية الكرسيِّ وسورة الإِخلاص عند زيارة قبورهم؟!

والَّذي قرَّره العلماء أنَّ القراءة على القبور بدعة، والمشروع عند زيارتها السَّلام على أموات المسلمين، والدُّعاء لهم، والاعتبار، والاتِّعاظ، هذا هو الثَّابت من سنَّة الرَّسول صلى الله عليه وسلم.


الشرح