×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

ولم يتركوا طبقة من تلك الطَّبقات «طبقات القباب» حتَّى رتَّبوا فيها جوقًا.

وتبطل معايش النَّاس في تلك المدَّة، وما يبقى لهم شغل إلاَّ التَّفرُّج والدَّوران عليهم... إلى أن قال: فإذا كان يَوْمُ المَوْلِدِ بِيَوْمَيْنِ، أَخْرَجَ الإبل والبقر والغنم شيئًا كثيرًا زائدًا عن الوصف، وزفَّها بجميع ما عنده من الطُّبول، والأغاني، والملاهي، حتَّى يأتي بها إلى الميدان... إلى أن قال: فإذا كانت ليلة المولد عمل السَّماعات بعد أن يصلِّي المغرب في القلعة». ا هـ.

فهذا مبدأ حدوث الاحتفال بمناسبة ذكرى المولد، حدث متأخِّرًا، ومقترنًا باللَّهو، والسَّرف، وإضاعة الأموال، والأوقات وراء بدعة ما أنزل الله بها سلطانًا.

والَّذي يليق بالمسلم إنَّما هو إحياء السُّنن، وإماتة البدع، وأن لا يُقْدِمَ على عمل حتَّى يعلم حكم الله فيه.

هذا وقد يتعلَّق من يرى إحياء هذه البدعة بِشُبَهٍ أوهى من بيت العنكبوت، ويمكن حصر هذه الشُّبَه فيما يلي:

1- دعواهم أنَّ في ذلك تعظيمًا للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.

والجواب عن ذلك أن نقول: إنَّما تعظيمه صلى الله عليه وسلم بطاعته، وامتثال أمره، واجتناب نهيه، ومحبَّته صلى الله عليه وسلم، وليس تعظيمه بالبدع، والخرافات، والمعاصي، والاحتفال بذكرى المولد من هذا القبيل مذموم؛ لأنَّه معصية، وأشدُّ النَّاس تعظيمًا للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم هم الصَّحابة كما قال عُرْوَةُ بْنُ مسعود لقريش: «(يا قوم! والله لقد وفدت على كسرى وقيصر والملوك، فما رأيت ملكًا يعظِّمه أصحابه ما يعظِّم أصحاب محمَّد 


الشرح