محمَّدًا صلى الله
عليه وسلم، والله ما يمدُّون النَّظر إليه تعظيمًا له»)، ومع هذا التَّعظيم ما
جعلوا يوم مولده عيدًا واحتفالاً، ولو كان ذلك مشروعًا، ما تركوه.
2- الاحتجاج بأنَّ
هذا عمل كثير من النَّاس في كثير من البلدان.
والجواب عن ذلك أن
نقول: الحجَّة بما ثبت عن الرَّسول صلى الله عليه وسلم، والثَّابت عن الرَّسول
صلى الله عليه وسلم النَّهي عن البِدَعِ عمومًا، وهذا منها، وعمل النَّاس إذا خالف
الدَّليل، فليس بحجَّة، وإن كثروا: ﴿وَإِن تُطِعۡ أَكۡثَرَ مَن فِي ٱلۡأَرۡضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ
ٱللَّهِۚ﴾ [الأنعام: 116]، مع أنَّه لا يزال بحمد الله في كلِّ عصر من ينكر هذه
البدعة، ويبيِّن بطلانها؛ فلا حجَّة بعمل من استمرَّ على إحيائها بعدما تبيَّن له
الحقُّ.
فممَّن أنكر
الاحتفال بهذه المناسبة شيخ الإسلام ابن تيميَّة في «اقتضاء الصِّراط المستقيم»،
والإِمام الشَّاطبيُّ في «الاعتصام»، وابن الحاجِّ في «المدخل»، والشَّيخ تاج
الدِّين عليُّ بن عمر اللخميُّ ألَّف في إنكاره كتابًا مستقلًّا، والشَّيخ محمَّد
بشير السهسوانيُّ الهنديُّ في كتابه «صيانة الإِنسان»، والسَّيِّد محمَّد رشيد
رضا، ألَّف فيه رسالة مستقلَّة، والشَّيخ محمَّد بن إبراهيم آل الشَّيخ ألَّف فيه
رسالة مستقلَّة، وسماحة الشَّيخ عبد العزيز بن باز، وغير هؤلاء ممَّن لا يزالون
يكتبون في إنكار هذه البدعة كلَّ سنة في صفحات الجرائد والمجلاَّت، في الوقت
الَّذي تقام فيه هذه البدعة.
3- يقولون:
إنَّ في إقامة المولد إحياء لِذِكْرِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.
والجواب عن ذلك أن
نقول: إحياء ذكر النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يكون بما شرعه الله من ذكره في
الأذان والإقامة والخطب والصَّلوات، وفي التَّشهُّد والصَّلاة عليه وقراءة سنَّته
واتِّباع ما جاء به، وهذا شيء مستمرٌّ يتكرَّر في اليوم واللَّيلة دائمًا، لا في
السَّنة مرَّة.