وإذا عرضنا الاحتفال
بالمولد النَّبويِّ، لم نجد له أصلاً في سنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا
في سنَّة خلفائه الرَّاشدين. إذًا فهو من محدثات الأمور، ومن البِدَعِ المضلَّة،
وهذا الأصل الَّذي تضمَّنه هذا الحديث قد دلَّ عليه قوله تعالى: ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي
شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ
بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا﴾ [النساء: 59].
والرَّدُّ إلى الله
هو الرُّجوع إلى كتابه الكريم، والرَّدُّ إلى الرَّسول صلى الله عليه وسلم هو
الرُّجوع إلى سنَّته بعد وفاته؛ فالكتاب والسُّنَّة هما المرجع عند التَّنازع،
فأين في الكتاب والسُّنَّة ما يدلُّ على مشروعيَّة الاحتفال بالمولد النَّبويِّ؟
فالواجب على من يفعل
ذلك أو يستحسنه أن يتوب إلى الله تعالى منه، ومن غيره من البدع، فهذا شأن المؤمن
الَّذي ينشد الحقَّ، وأمَّا من عاند وكابر بعد قيام الحجَّة، فإنَّما حسابه عند
ربِّه.
هذا، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا التَّمسُّك بكتابه، وسنَّة رسوله،
إلى يوم نلقاه، وصلَّى الله وسلَّم وبارك على نبيِّنا محمَّد، وآله، وَصَحْبِهِ.
*****
الصفحة 7 / 427