×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

ظاهرة الإِعلان عن الكسوف قبل حدوثه

وما يترتَّب على ذلك

الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله، وأصحابه أجمعين، وبعد..

فقد تكرَّرت في بعض الصُّحُف ظاهرة الإعلان عن الكسوف قبل حدوثه؛ اعتمادًا على قول بعض أهل الحساب، ونظرًا لما يترتَّب على هذا العمل من الآثار السَّيِّئة، أحببت أن أَكْتُبَ هذا التَّنبيه؛ لعلَّ هذه الصُّحُفَ تمتنع عن نَشْرِ مثل هذا الإعلان؛ لأنَّه لا يترتَّب عليه مصلحة دينيَّة، ولا دنيويَّة، وإنَّما هو من باب الفضول والتَّنطُّع المنهيِّ عنه، ويترتَّب عليه من بلبلة الأفكار والتَّشويش على النَّاس وذهاب روعة هذا الحدث وعدم الخوف والخشية عند حصوله؛ لأنَّ كثيرًا من العوامِّ إذا قرأ هذا الإِعلان، أو سمع به، عدَّ الكسوف أمرًا عاديًّا، لا تأثير فيه على نفسه؛ لأنَّ بَعْضَ أئمَّة المساجد قد يعتمدون هذا الخبر، ويبدءون في صلاة الكسوف قبل حدوثه، وقبل ابتداء وقت الصَّلاة، وخبر الحاسب قد يصيب، وقد يخطئ.

ولم يكن أهل الحساب فيما سبق يخبِرون النَّاس عن الكسوف قبل حصوله، مع أنَّهم يدركون هذا بالحساب، ويعرفون متى يحصل.

قال الشَّيخ محمَّد بن إبراهيم آل الشَّيخ مفتي الدِّيار السُّعوديَّة رحمه الله: «وأمَّا الَّذين يعلنون بقولهم: الشَّمس يُكسف بها، أو القمر، فهم مخطئون في إعلانهم وجزمهم بذلك في الوقت الَّذي عيَّنوه، وإن كان ذلك يدرَك بالحساب؛ لأنَّ له أسبابًا معلومة عند علماء الهيئة، إلاَّ أنَّ 


الشرح