×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

 ابن حجر في الحداء، وأنَّه يلحق به غناء الحجيج المشتمل على التَّشويق إلى الحجِّ، بذكر الكعبة وغيرها من المشاهد.

وأقول لك:

أوَّلاً: كَلامُ ابن حجر فيه نظر من ناحية جواز الغناء للحجيج، هل ورد ما يدلُّ عليه من الكتاب والسُّنَّة؟!

إنَّ الَّذي ورد أنَّ الحَجِيجَ في عبادة يناسبهم الاشتغال بذكر الله، والتَّلبية، لا بالغناء، ولا سيَّما في حالة الإحرام؛ قال تعالى: ﴿فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ [البقرة: 197].

وهل كان الحَجِيجُ يغنُّون وهم مع رسول الله، ويقرُّهم على ذلك حتَّى يكون دليلاً؟!

ثانيًا: ابن حجر لا ينطبق كلامه على الأناشيد الَّتي نحن بصدد الكلام عنها؛ لأنَّه يتكلَّم عن إنشاد بعض الحجَّاج، ويلتمس دليلاً على جوازه بإلحاقه بالحداء، وعلى تسليم صحَّة هذا الاستدلال له.

إن قلت: نحن نقيس على ذلك. قلنا: هذا قياس مع الفارق؛ لأنَّ الأَنَاشِيدَ الَّتي يعنيها ابن حجر ليست بأصوات جماعيَّة، يصطفُّ لها طوابير يؤدُّونها، ثمَّ تسجَّل بآلاف الأشرطة للتَّوزيع والبيع والحفظ في المكتبات الصَّوتيَّة؛ كما تعملونه في أناشيدكم.

وكذلك الإنشاد الَّذي ورد ذكره في الأحاديث على صفة حداء أو ارتجاز أو إلقاء من حسان وغيره، هل كان ذلك جماعيًّا كما هو الحال في إنشادكم؟!

لا؛ بل هو كما يقول الرُّواة مثلاً: أنشد حسَّان، أو أنشد ابن رواحة، أو أنشد بلال، أو أنشد عامر بن الأكوع؛ كلُّ شخص ينشد بمفرده.


الشرح